للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَبعده: غادرته مجدلاً كَالْكَلْبِ وَقَالا: المعتدي: المتجاوز عَن الْحَد. والفظ من الرِّجَال: الغليظ. والمجدل: الْملقى على الجدالة وَهِي الأَرْض.

وَالْمعْنَى: رب خصم مُعْتَد متجاوز عَن الْحَد فِي كل مَا يَفْعَله فظ غليظ الْقلب قاسيه كَأَن وريديه حبلان فَتلا من لِيف النّخل لضخامة عُنُقه غادرته وَتركته ملقىً على الأَرْض كَالْكَلْبِ فِي الذلة. والشجعان يوصفون بِمَا ذكر من الاعتداء والفظاظة وغلظة الْقلب وعبالة الْأَعْنَاق.

انْتهى.

وَقَول الشَّاعِر: كَأَن وريديه رشاءا خلب كَأَن فِيهِ عاملة ووريديه: اسْمهَا ورشاءا خلب: خَبَرهَا وَهُوَ مَرْفُوع بِالْألف لِأَنَّهُ مثنى كَمَا تقدم. وَيُوجد فِي بعض الْكتب: رشاء خلب بِالْإِفْرَادِ وَلَا يَصح لِأَنَّهُ خبر عَن مثنى. وَضمير وريديه للمعتدي.

وَقَول سِيبَوَيْهٍ وَإِن شِئْت رفعت فِي قَول الشَّاعِر: كَأَن وريداه على مثل الْإِضْمَار الَّذِي فِي قَوْله: إِنَّه من يأتنا نعطه.

-

يُرِيد: أَنه إِذا رفع مَا بعد كَأَن يكون اسْمهَا ضمير شان كَمَا فِي الْمِثَال وَيكون جملَة: ورداه رشاءا خلب من الْمُبْتَدَأ وَالْخَبَر خبر كَأَن.

وَقَوله: أَو يكون هَذَا الْمُضمر وَهُوَ الَّذِي ذكر كَمَا قَالَ: كَأَن ظَبْيَة يُرِيد: أَن اسْم كَأَن يكون ضميراً محذوفاً عَائِدًا على مُتَقَدم مَذْكُور وَهُوَ المعتدي وَالتَّقْدِير: كَأَنَّهُ وريداه رشاءا خلب.

فالهاء المحذوفة وَهِي ضمير المعتدي اسْم كَأَن وَالْجُمْلَة بعْدهَا خَبَرهَا كَمَا فِي قَوْله: كَأَن ظَبْيَة بِالرَّفْع التَّقْدِير: كَأَنَّهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>