للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الشَّيْئَيْنِ دَلِيل هَذَا: أَن الَّذِي يَقُول: لَهُ عليّ مَا بَين الْألف إِلَى الْأَلفَيْنِ يدل ب مَا على اسْتِيفَاء مَا بَين الْألف والألفين.

وَلَو قَالَ: جَلَست مَا بَين الدَّاريْنِ لم يكن جَامعا لكل مَا بَينهمَا فَأَتَت الْفَاء لمَذْهَب الشَّرْط وَإِن لم يذكر حرف الشَّرْط كَمَا لَزِمت الْفَاء مَعَ أما فَقيل: أمّا عبد الله فقائم لِأَن الْمَعْنى: مهما يكن من شَيْء فعبد الله قَائِم.

وَالْفرق بَين جَلَست مَا بَين عبد الله فزيد وَجَلَست بَين عبد الله فزيد: أَن مَا إِذا حضرت كَانَ الَّذِي بَين الطَّرفَيْنِ مجلوساً فِي جَمِيعه وَإِذا لم تكن مَا احْتمل الْكَلَام جُلُوسًا فِي بعض الَّذِي بَين المكانين.

فَإِذا قيل: عبد الله مَا بَين أَخِيك وَأَبِيك فَمَا منتصبة على انتصاب المحلّ وَأَصلهَا الشَّرْط وَمَا فَإِن قيل: عبد الله بَين أَخِيك فأبيك فموضع عبد الله بعض مَا بَين الْمَوْضِعَيْنِ

وَيجوز استغراق الْمَكَان كلّه.

وَلم يذكر الْفراء: زيد مَا أَخَاك وأباك. قَالَ أَبُو بكر: هُوَ عِنْدِي خطأ لِأَن مَا مَوْضُوعَة للْعُمُوم وَبَين لَا تحذف إلاّ بعْدهَا اعْتِمَادًا عَلَيْهَا مَعَ خلَافَة الَّذِي يَليهَا لَهَا.

وَبَين من أَسمَاء الْمَوَاضِع الَّتِي لَيست نَاسا فَلَا يخلف بَين بعْدهَا إلاّ مَا لَا يكون من أَسمَاء)

الأناسيّ مثل الْقرن والقدم والإهلال والسّرار والناقة والجمل وَمَا يجْرِي مجْرى ذَلِك.

وَمن قَالَ: دَاري مَا الْكُوفَة فالحيرة وَهُوَ يذهب إِلَى مَا بَين الْكُوفَة إِلَى الْحيرَة لم يصب لأنّ هَذَا الْكَلَام لَا يَسْتَقِيم إلاّ بِأَن تكون الدَّار مالئة كلّ الْموضع الَّذِي بَين الْكُوفَة والحيرة وَمَا شوهدت دَار كَذَا.

فَإِن لم تذكر مَا لم يبطل أَن يُقَال: دَاري بَين الْكُوفَة فالحيرة على أَن الدَّار آخذة بعض مَا بَين الْكُوفَة والحيرة وَلَو قَالَ: لَهُ عليّ مَا الْألف والألفين يُرِيد مَا بَين الْألف إِلَى الْأَلفَيْنِ كَانَ

<<  <  ج: ص:  >  >>