للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَن كَيفَ لما بنيت وَاقْتصر بهَا على الِاسْتِفْهَام الْبَتَّةَ جرت مجْرى الْحَرْف الْبَتَّةَ.

وَلَيْسَ فِي الْكَلَام اجْتِمَاع حرفين لِمَعْنى وَاحِد لِأَن فِي ذَلِك نقضا لما اعتزم عَلَيْهِ من الِاخْتِصَار فِي اسْتِعْمَال الْحُرُوف. وَلَيْسَ كَذَلِك: يَا بؤس للحرب

وأحمري. وَذَلِكَ أَن هُنَا إِنَّمَا انْضَمَّ الْحَرْف إِلَى اسْم فهما مُخْتَلِفَانِ فَجَاز أَن يترادفا فِي موضعهما لاخْتِلَاف جنسيهما.

فَإِن قلت: فقد قَالَ: الوافر)

وَمَا إِن طبنا جبنٌ فَجمع بَين مَا وَإِن وكِلَاهُمَا بِمَعْنى النَّفْي وهما كَمَا ترى حرفان. قيل لَيست إِن حرف نفي وَإِنَّمَا هِيَ حرف يُؤَكد بِهِ بِمَنْزِلَة مَا وَلَا وَالْبَاء وَمن وَغير ذَلِك.

وَأما قَوْله: الوافر

(

طعامهم لَئِن أكلُوا معدٌ ... وَمَا إِن لَا تحاك لَهُم ثِيَاب)

فَإِن مَا وَحدهَا للنَّفْي وإِن ولَا جَمِيعًا للتوكيد. وَلَا يُنكر اجْتِمَاع حرفين للتوكيد لجملة الْكَلَام. كَلَامه بِاخْتِصَار.

فَعلم مِمَّا نَقَلْنَاهُ إِن مَا ادَّعَاهُ ابْن الشجري من إِجْمَاع الْبَصرِيين لَيْسَ بِصَحِيح. وَدَعوى ابْن جني عدم اجْتِمَاع حرفين لِمَعْنى وَاحِد يُبْطِلهَا قَول الشَّاعِر: الوافر وَلَا للما بهم أبدا دَوَاء

<<  <  ج: ص:  >  >>