(مبارك الْأَمر يستسقى الْغَمَام بِهِ ... مَا فِي الْأَنَام لَهُ عدلٌ وَلَا خطر)
فَإِن الدَّمِيرِيّ لما رأى هَذَا الْبَيْت فِي رِوَايَة قصَّة عبد الْمطلب الَّتِي رَوَاهَا الطَّبَرَانِيّ وَهُوَ يشبه بَيت أبي طَالب إِذْ فِي كل استسقاء الْغَمَام بِهِ توهم أَن بَيت أبي طَالب لعبد الْمطلب. وَإِنَّمَا هُوَ لرقيقة الْمَذْكُورَة.
وَالْحكم عَلَيْهِ بِأَنَّهُ عين الْبَيْت الْمَنْسُوب لأبي طَالب لَيْسَ كَذَلِك بل شتان مَا بَينهمَا. فَتَأمل هَذَا الْمحل فَإِنَّهُ مُبْهَم. وَقد اغْترَّ بِكَلَام الدَّمِيرِيّ من لَا خيرة لَهُ بالسير انْتهى.
(يلوذ بِهِ الْهَلَاك من آل هاشمٍ ... فهم عِنْده فِي رَحْمَة وفواضل)
يلوذ صفة أُخْرَى لموصوف سيد. والهلاك: الْفُقَرَاء والصعاليك الَّذين ينتابون النَّاس طلبا لمعروفهم من سوء الْحَال وَهُوَ جمع هَالك قَالَ جميل:
(أَبيت مَعَ الْهَلَاك ضيفاً لأَهْلهَا ... وَأَهلي قريب موسعون ذَوُو فضلٍ)
(ترى الأرامل والهلاك تتبعه ... يستن مِنْهُ عَلَيْهِم وابلٌ رذم)
(جزى الله عَنَّا عبد شمسٍ ونوفلاً ... عُقُوبَة شَرّ عَاجلا غير آجل)
نَوْفَل هُوَ ابْن خويلد بن أَسد ابْن عبد الْعُزَّى بن قصي وَهُوَ ابْن العدوية وَكَانَ من شياطين قُرَيْش قَتله عَليّ بن أبي طَالب يَوْم بدر. ...
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute