للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

من هَذَا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فتعجب عبد الْملك من عجلتي فَقَالَ: هَذَا الأخطل قلت: أشعر مِنْهُ الَّذِي يَقُول:

(هَذَا غلامٌ حسنٌ وَجهه ... مُسْتَقْبل الْخَيْر سريع التَّمام)

(لِلْحَارِثِ الْأَكْبَر والْحَارث ... الْأَصْغَر والأعرج خير الْأَنَام)

(ثمَّ لهندٍ ولهندٍ وَقد ... ينجع فِي الروضات مَاء الْغَمَام)

(سِتَّة آباءٍ هم مَا هم ... هم خير من يشرب صفو المدام)

فَقَالَ الأخطل: صدق يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ النَّابِغَة أشعر مني. فَقَالَ لي عبد الْملك: مَا تَقول فِي النَّابِغَة قلت: قد فَضله عمر بن الْخطاب على الشُّعَرَاء غير مرّة خرج وبابه وَفد غطفان فَقَالَ: أَي شعرائكم الَّذِي يَقُول:

(حَلَفت فَلم أترك لنَفسك رِيبَة ... وَلَيْسَ وَرَاء الله للمرء مطلب)

)

قَالُوا: النَّابِغَة. قَالَ: فَأَي شعرائكم الَّذِي يَقُول:

(فَإنَّك كالليل الَّذِي هُوَ مدركي ... وَإِن خلت أَن المنتأى عَنْك وَاسع)

قَالُوا: النَّابِغَة. قَالَ: هَذَا أشعر شعرائكم وَله القصائد: الاعتذاريات الْمَشْهُورَة إِلَى النُّعْمَان بن الْمُنْذر لم يقل أحد مثلهَا. مِنْهَا قَوْله:

(نبئت أَن أَبَا قَابُوس أوعدني ... وَلَا قَرَار على زأرٍ من الْأسد)

<<  <  ج: ص:  >  >>