الْآخرُونَ فَلَا تَنْقَطِع الحروب فَأصْلح بَينهم وشغلهم بِحَرب اللخميين من بني غَسَّان مُلُوك الشَّام وَبَقِي مهلهل وحيداً عِنْد أَخْوَاله إِلَى أَن مَاتَ. قيل وجد مَيتا بَين رجْلي جمل هاج عَلَيْهِ. وَقيل بل مَاتَ أَسِيرًا وَذَلِكَ أَنه لما نزل الْيمن فِي بني جنب وجنب من مذْحج فخطبوا إِلَيْهِ ابْنَته فَقَالَ لَهُم: إِنِّي طريدٌ بَيْنكُم فَمَتَى أنكحتكم قَالُوا: اقتسروه. فأجبروه على تَزْوِيجهَا وَسَاقُوا إِلَيْهِ فِي صَدَاقهَا أدماً فَقَالَ: فِي أَبْيَات. . ثمَّ انحدر فَلَقِيَهُ عَوْف بن مَالك أَبُو أَسمَاء صَاحِبَة المرقش الْأَكْبَر فَأسرهُ فَمَاتَ فِي أسره.
قَالَ السكرِي فِي أشعار تغلب: أسر مهلهلاً عَوْف بن مَالك أحد بني قيس بن ثَعْلَبَة وَإِن شباناً من شُبَّان بني قيس بن ثَعْلَبَة أَتَوا عَوْف بن مَالك أحد بني قيس
فَقَالُوا: أرسل مَعنا مهلهلاً فَأرْسلهُ مَعَهم فَشرب فَلَمَّا رَجَعَ جعل يتَغَنَّى بِهِجَاء بكر بن وَائِل فَسَمعهُ عَوْف بن مَالك فَغَاظَهُ فَقَالَ: لَا جرم إِن لله عَليّ نذرا إِن شرب عِنْدِي قَطْرَة مَاء وَلَا خمر حَتَّى يُورد الخضير بمعجمتين مُصَغرًا وَهُوَ بعير لعوف لَا يرد المَاء إِلَّا سبعا فَقَالَ لَهُ أنَاس من قومه: بئس مَا حَلَفت فبعثوا)
الْخُيُول فِي طلب الْبَعِير فَأتوا بِهِ بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَمَات مهلهل عطشاً. وَقيل بل قتل. وَكَانَ السَّبَب فِي قَتله: أَنه أسن وخرف وَكَانَ لَهُ عَبْدَانِ يخدمانه فملاه وَخرج بهما إِلَى سفر فَبَيْنَمَا هُوَ فِي بعض