فعل على معنى الِاخْتِصَاص والتعجب والمنادى مَحْذُوف وَالْمعْنَى: يَا هَؤُلَاءِ أَو ياقوم عَلَيْكُم شَاعِرًا أَو حسبكم بِهِ شَاعِرًا.
وَقَالَ النّحاس: كَأَنَّهُ قَالَ: يَا قَائِل الشّعْر عَلَيْك شَاعِرًا وَإِنَّمَا امْتنع عِنْده أَن يكون منادى لِأَنَّهُ نكرَة يدْخل فِي كل شَاعِر بالحضرة وَهُوَ إِنَّمَا قصد شَاعِرًا بِعَيْنِه وَهُوَ جرير وَكَانَ يَنْبَغِي أَن يبنيه وَقَالَ أَحْمد بن يحيى: يَا شَاعِرًا نصب بالنداء وَفِيه معنى التَّعَجُّب وَالْعرب تنادي بالمدح والذم وتنصب بالنداء: فَيَقُولُونَ: يَا رجلا لم أر مثله وَكَذَا يَا طيبك من لَيْلَة وَكَذَا يَا شَاعِرًا.
وَمثله قَول التبريزي أَيْضا عِنْد قَول الحماسي:)
أيا طعنة مَا شيخٍ كبيرٍ يفنٍ بالي المنادى مَحْذُوف.
وَيجوز أَن يكون غَيره فَكَأَنَّهُ قَالَ لمن بِحَضْرَتِهِ: يَا هَذَا حَسبك بِهِ شَاعِرًا على الْمَدْح والتعجب مِنْهُ ثمَّ بَين أَنه جرير وَيُشبه هَذَا الْإِضْمَار بقَوْلهمْ: نعم رجلا زيد. وَيجوز أَن يكون حَسبك بِهِ على شريطة التَّفْسِير وَبِه فِي مَوضِع اسْم مَرْفُوع لَا بُد مِنْهُ. وَيجوز أَن تكون الْهَاء للشاعر الَّذِي جرى ذكره ثمَّ وكده بقوله جرير أَي: هُوَ جرير.
وَتَقْدِير الْخَلِيل وَيُونُس يَا قَائِل الشّعْر: على أَن قَائِل الشّعْر غير الشَّاعِر الْمَذْكُور كَأَنَّهُ قَالَ يَا شعراء عَلَيْكُم شَاعِرًا لَا شَاعِر الْيَوْم مثله: أَي حسبكم بِهِ شَاعِرًا فَهَذَا
ظَاهر كَلَام سِيبَوَيْهٍ.
وَيجوز أَن يكون يَا قَائِل الشّعْر الْمَحْذُوف هُوَ الشَّاعِر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute