للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا نسيت فذكروني" (١) وأيضًا فلم يصدر ذلك عنه على جهة الزجر والإِنكار، بل على جهة النفي لما قاله السائل عنه، وأيضًا فلا يكون جوابًا لما سئل عنه، ونحى بنحوه الشيخ تقي الدين (٢)، فقال: اعلم أنه ثبت في الصحيح من حديث ابن مسعود أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "لو وجدت في الصلاة [شيء] (٣) [لأنبئتكم] (٤) به، ولكن إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، فإذا نسيت فذكروني" (٥)، وهذا يعترض على ما ذكره القاضي (٦) من أنه - صلى الله عليه وسلم - أنكر نسبة النسيان إليه، وقد نسبه إليه في حديث ابن مسعود هذا مرتين وما ذكره أيضًا من أنه - عليه الصلاة والسلام - نهى أن يقال: "نسيت كذا[و] (٧) الذي أعرف: "بئسما لأحدكم أن يقول نسيت آية كذا" (٨)، وهذا ذم لإِضافة نسبة النسيان


(١) سيأتي تخريجه.
(٢) إحكام الأحكام (٢/ ٤٢٨).
(٣) في ن ب ساقطة.
(٤) في ن د ساقطة.
(٥) مسلم (٥٧٢)، والبخاري (٦٦٧١)، وأحمد (١/ ٤١٩، ٤٣٨).
(٦) ذكره في إكمال إكمال المعلم (٢/ ٢٧٢).
(٧) في ن ب زيادة (إلى).
(٨) البخاري (٥٠٣٢، ٥٠٣٩)، ومسلم (٧٩٠) سبق تخريجه.
وقال الحافظ -رحمنا الله وإياه- في الفتح (٩/ ٨٠، ٨١): واختلف في متعلق الذم من قوله: "بئس" على أوجه: الأول: قيل: هو على نسبة الإِنسان إلى نفسه النسيان وهو لا صنع له فيه، فإذا نسبه إلى نفسه، أوهم أنه انفرد بفعله، فكان ينبغي أن يقول: أنسيت، أو نُسِّيت بالتثقيل على البناء للمجهول فيهما، أي: إن الله هو الذي أنساني كما قال: {وَمَا =

<<  <  ج: ص:  >  >>