للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمَّ يَدْفعُ بعد الْغُرُوب إلى مُزْدَلِفَةَ بسكينةٍ وَيَجْمعُ فِيهَا بَين العِشائين تَأْخِيراً (١) ويبيتُ بهَا (٢).

فَإِذا صلى الصُّبْحَ أتى المشعرَ الحرَامَ، فَرَقَاهُ ووقفَ عِنْده (٣)، وَحمد الله وَكبَّر وقرأ: {فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ} الآيتين، وَيَدعُو حَتَّى يسفر (٤).

ثمَّ يدْفع إلى منى (٥)، فَإِذا بلغ محسراً أسرع رمية حجر (٦)، وأخذ


(١) استحباباً: ويقيد بمن يباح لهم الجمع، كما سبق. وقوله: (بسكينة): أي: بطمأنينة.
(٢) وجوباً.
(٣) فيسن أن يأتيه بعد الصبح، ويرقاه إن أمكن - كما في الإقناع وشرح المنتهى -، وإلا وقف عنده، والمشعر الحرام يطلق على كل مزدلفة، ويطلق أيضاً على موضع معين منها. وقال أحد العلماء: إنه المكان الذي بني فيه المسجد الآن، والله أعلم.
(٤) فيدعو حتى يسفر جداً، أي: يظهر النور قبل شروق الشمس.
(٥) قبل طلوع الشمس، كما في الإقناع وشرح المنتهى للبهوتي ولمصنِّفه ابن النجار.
(٦) أي: قدر رمية حجر، وهذا لمن كان ماشياً، فإن كان على دابة، فيقولون: إنه يحرك دابته. ويقول ابن عثيمين رحمه الله: (والظاهر أنه لا يمكن الإسراع الآن؛ لأن الإنسان محبوس بالسيارات، فينوي بقلبه أنه لو تيسر له أن يسرع لأسرع، وإذا علم الله من نيته هذا، فإنه قد يثيبه على ما فاته من الأجر والثواب)، انتهى كلام الشيخ ملخصاً.

<<  <   >  >>