للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

يفهم منه النهي عنهما. واستدبارها واستقبالها بالدبر، وشرقوا أو غربوا حرفوهما عنها.

وهذا لمن لا يلزم من أحدهما أحدهما، ودلت هذه على حرمة استقبال القبلة بإحدى سَوْأَتيْه بغائط أو بول أو غيرهما في البراح المطمئن والمستوى والأبنية لعمومها وتأكيدها، وإن صح القبلتين فالصخرة كراهة لقصورها بالنسخ، ومن استقبلها بالمدينة فقد استدبر الكعبة وبالعكس (١).

وهذا مذهب مجاهد والنخعي والثوري وأحمد- لقوله- يعجبني أن تتوقا فيهما- وكذا أبو حنيفة وله في استدبارهما روايتان لشبهة الستر أخذًا بظاهرها (٢).

٥٦ - أبنا الترمذي وأحمد عن جابر- رضي الله عنه- قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن تستقبل القبلة ببول، فرأيته قبل أن يقبض بعام يستقبلها (٣) - أي به.


(١) قال النووي في المجموع ٢/ ٨٣: لا يحرم استقبال بيت المقدس ببول أو غائط ولا استدباره في البناء ولا في الصحراء، ولكنه يكره لكونه كان قبلة. وقال في موضع آخر منه: ولا نعلم أحدًا ممن يعتد به حرمة. وانظر: فتح الباري ١/ ٢٤٦، وقال الحافظ: قد ادعى الخطابي الإجماع على عدم تحريم استقبال بيت المقدس لمن لا يستدبر في استقباله الكعبة ثم رد دعوى الإجماع.
(٢) انظر: مذاهب العلماء جامع الترمذي ١/ ٥٥ - ٥٦ ما حكاه عن أحمد والشافعي وغيرهما. وشرح معاني الآثار للطحاوي ٤/ ٢٣٢، ٢٣٦ مذهب أبي حنيفة. وانظر: فتح الباري ١/ ٢٤٥ - ٢٤٦، ٢٤٧، والمجموع للنووي ٢/ ٨٤ - ٨٥، ونيل الأوطار ١/ ٩٤ - ١٠٢، والاعتبار ص ٣٨ - ٤٠.
(٣) أخرجه أبو داود في السنن الباب السابق في الرخصة ١/ ٢١ رقم الحديث ١٣. والترمذي في الرخصة أيضًا ١/ ٦٠ - ٦٣ رقم الحديث ٩ وقال: حسن غريب وساقه من طريق أخرى ضعيفة أيضًا. وأخرجه ابن ماجه في السنن الطهارة نفس الباب ١/ ١١٧ رقم ٣٢٥. وأحمد في المسند ٣/ ٣٦٠، وابن خزيمة في صحيحه ١/ ٣٤ رقم ٥٨ وابن حبان في صحيحه وهو في موارد الظمآن ص ٦٣ رقم ١٣٤ وابن الجارود في المنتقى ص ٢١ رقم ٣١، والدارقطني في السنن ١/ ٥٨ - ٥٩، والبيهقي في السنن ١/ ٩٢، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/ ٢٣٤، والحاكم في المستدرك ١/ ١٥٤ وقال صحيح على شرط مسلم وأقره الذهبي. وانظر: شرح السنة للبغوي ١/ ٣٦٠، والاعتبار ص ٣٩. والحديث من رواية محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد عن جابر. ومحمد بن إسحاق بن يسار أبو بكر المطلبي مولاهم المدني نزيل العراق، إمام المغازي صدوق يدلس ورمي بالتشجع والقدر من صغار الخامسة، مات سنة خمسين ومائة. تقريب التهذيب ص ٢٩٠. وهذا الحديث رواه ابن إسحاق بالعنعنة عن أبان ولهذا أعله ابن حزم به، وبأبان بن صالح لكن أبان بن صالح ثقة ووهم ابن حزم في ذلك. انظر ترجمة أبان في تقريب التهذيب ص ١٨.
وانظر: مختصر السنن للمنذري ١/ ١٨٨ - ١٩٠ ما قيل في قبول رواية ابن إسحاق.

<<  <   >  >>