للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد جاء في رواية: "وهو يصلِّي بعرفَةَ" (١)، وهو محمول على (٢) أنهما قضيتان (٣).

الرابع: قوله: "ترتع"؛ أي: ترعى، يقال: رتعَتِ الماشيةُ، تَرْتَعُ، رُتُوعًا؛ أي: أكلَتْ ما شاءت، يقال: خرجْنا نَرْتَعُ ونلعب؛ أي: ننعم، ونلهو، وإِبلٌ رِتاعٌ: جمعُ راتِع؛ مثل نائِم ونيام، وقومٌ راتعون، والموضع: مَرْتَع، وأَرْتَعَ إِبلَه، فرَتَعَتْ، وقومٌ مرتعون، وأَرْتَعَ الغيثُ؛ أي: أنبتَ ما ترتع فيه الإبل، ونَرْتتِع -بكسر التاء-: نفتعل في الرعي (٤).

الخامس: فائدةُ قولِ ابن عباس: قد ناهزتُ الاحتلامَ -واللَّه أعلم- التوكيدُ لهذا الحكم، حتى لا يظن أن عدمَ الإنكار سببُه الصِّغر، وعدمُ التمييز.

السادس: قوله: "لغير جدار": المتبادر إلى الذهن أنه -عليه الصلاة والسلام- صلَّى إلى غير سُترة، ويحتمل أن يكون ثمَّ سترةٌ غيرُ الجدار؛ إذ لا يلزم من عدم الجدار عدمُ السترة؛ لأنه لا يلزم من عدم الأخصِّ عدمُ الأعمِّ، وإن (٥) لم تكن ثمَّ سترة.


(١) تقدم تخريجه عند مسلم برقم (٥٠٤/ ٢٥٦).
(٢) "على" ليس في "خ".
(٣) والحق أنه بمنى في حجة الوداع. انظر: "فتح الباري" لابن حجر (١/ ٥٧٢).
(٤) انظر: "الصحاح" للجوهري (٦/ ١٢١٦)، (مادة: رتع).
(٥) في "ق": "فإن".

<<  <  ج: ص:  >  >>