للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد قيل: صلاة اللَّه عليه: ثناؤه عليه (١) عندَ الملائكة، ومن الملائكة دعاء.

وقيل: هي من اللَّه رحمة، ومن الملائكة رقَّةٌ، ودعاءٌ بالرحمة (٢).

وقيل: هي من اللَّه لغير النبي رحمة، وللنبي تشريفٌ، وزيادةُ تكرِمة.

وقيل: هي من اللَّه وملائكته تبريك، ومعنى يصلون: يُباركون.

فيحتمل أن الصحابة سألوا عن المراد بالصلاة؛ لاشتراك هذه اللفظة، وإلى هذا ذهب بعضُ المشايخ في معنى سؤالهم في هذا الحديث.

وقد اختلف الأصوليون في الألفاظ المشتركة إذا وردت مطلقة:

فقيل: تُحمل على عموم مُقتضاها من جميع معانيها، ما لم يمنع مانع.

وقيل: تُحمل على الحقيقة دون ما تُجوِّز به، وإليه نحا القاضي أبو بكر (٣).

وذهب بعض المشايخ: إلى أن سؤالهم عن صفة الصلاة، لا عن جنسها؛ لأنهم لم يؤمروا بالرحمة، ولا هي لهم، وأن ظاهرَ أمرهم؛ أمرُهم بالدعاء، وإليه نحا الباجي (٤).


(١) في "ت": "عنه".
(٢) "بالرحمة" ليس في "ت".
(٣) انظر: "عارضة الأحوذي" لابن العربي (٢/ ٢٦٩).
(٤) انظر: "المنتقى" للباجي (٢/ ٣١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>