كتاب رياض الأفهام في شرح عمدة الأحكام

باب الجمعة - الحديث الثاني - ج: 2 - ص: 621

وزاد مالك في "الموطأ"، وأبو داود، وغيرُهما بأسانيد على شرط البخاري، ومسلم: "وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الجُمُعَةِ، مِنْ حِينِ يُصْبحُ (١) حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِنَ السَّاعَةِ، إِلَّا الجِنَّ وَالإِنْسَ" (٢).

ع (٣): الظاهر: أن هذه القضايا المعدودة فيه ليست لذكر فضيلتها؛ لأن ما وقع فيه (٤) من إخراج آدمَ من الجنة، وقيام الساعة، لا يُعد في الفضائل (٥).

وإنما هو على تعداد القضايا، وتعظيمِ ما وقع فيه وحدثَ فيه من الأمور العظام، فيجب على ذلك أن (٦) يكون العبدُ مستعدًا متحررًا بعمل (٧)، صالحٍ لرحمةٍ من (٨) اللَّه -تعالى- تناله، أو بطشة تُدفع عنه.

---

(١) في "ت": "تصبح".
(٢) رواه الإمام مالك في "الموطأ" (١/ ١٠٨)، ومن طريقه: أبو داود (١٠٤٦)، كتاب: الصلاة، باب: فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة.
(٣) "ع" ليس في "ت".
(٤) في "ت" زيادة: "وحدث فيه".
(٥) انظر: "إكمال المعلم" للقاضي عياض (٣/ ٢٤٧).
(٦) في "خ" و"ق": "فبحسب ذلك" بدل "فيجب على ذلك أن".
(٧) في "خ": "متهيئًا العمل"، وفي "ق": "متهيئًا بعمل" بدل "متحررًا بعمل".
(٨) "من" ليس في "ت".