للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنتَ عبدي، وأنا ربُّكَ (١).

وهذا عندي أصلٌ كبير للمتصوفةِ ونحوِهم في عمل الشكران إذا تجددت لأحدهم نعمةٌ، أو رُفعت (٢) عنه نقمةٌ، ونحو ذلك، وتسميتهم ذلك شكرانًا -أيضًا-، وهو مصدرُ شَكَر.

وفي الحديث: دليل على أن إمساكَ ما يحتاج إليه أولى من التصدُّق بجميع ماله، وعليه يدل -أيضًا- قولُه -عليه الصلاة والسلام- أيضًا (٣) في الحديث الآخر: "أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى" (٤)، وقد ذهب بعضُ أصحابنا، وأظنه سحنونًا -رضي اللَّه عنه-: إلى أنه لا يجوز للإنسان أن يتصدَّق بجميع ماله، فجعلَ ذلك واجبًا، لا مندوبًا.

والأمثلُ في هذا عندي (٥): ما قاله العلماء -رضي اللَّه عنهم- من التفصيل بين مَنْ له صبرٌ وطاقة على الإضاقة وغيره، ففي الأول (٦): يجوز، وفي الثاني: يكره، ولعل قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ


(١) رواه مسلم (٢٧٤٧)، كتاب: التوبة، باب: في الحض على التوبة والفرح بها، من حديث أنس بن مالك -رضي اللَّه عنه-.
(٢) في "ت": "دفعت".
(٣) "أيضًا" ليس في "خ".
(٤) رواه البخاري (١٣٦١)، كتاب: الزكاة، باب: لا صدقة إلا عن ظهر غنى، ومسلم (١٠٣٤)، كتاب: الزكاة، باب: بيان أن اليد العليا خير من اليد السفلى، من حديث حكيم بن حزام -رضي اللَّه عنه-.
(٥) في "ت": "والأمثل عندي في هذا".
(٦) في "ت": "والأول".

<<  <  ج: ص:  >  >>