للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فالمعتزلة تسمي من أثبت القدر حشويًا، والجهمية يسمون مثبتة الصفات حشوية، والقرامطة يسمون من أوجب الصلاة والزكاة والصيام والحج حشويًا. فقول الجمهور وقول العامة من جنس واحد؛ فإن كان قائل ذلك يعتقد أن الخاصة لا تقوله وإنما تقوله العامة والجمهور، فإضافه إليهم وسماهم حشوية.
والطائفة تضاف تارة إلى الرجل الذي هو رأس مقالتها، كما يقال: الجهمية، والإباضية، والأزارقة، والكلابية، وغيرهم. ويقال في أئمة المذاهب: مالكية وحنفية وشافعية وحنبلية، وتارة تضاف إلى قولها وعملها، كما يقال: الخوارج والقدرية والمعتزلة ونحو ذلك.
ولفظة "الحشوية" لا تنبني لا على هذا ولا على هذا. انظر: "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام (١٢/ ١٧٦).
ثالثًا: حدث اصطلاح كثير من الناس على أنهم يسمون كل من أثبت صفات الرب سبحانه وتعالى مما جاء به القرآن والسنة، كما قال السلف الصالح، ولم يتأولها كما تأولوها حشوية، اصطلاحًا اخترعوه، تشنيعًا عليهم، فاللَّه يحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون. انظر: "التحبير شرح التحرير" للمرداوي (٣/ ١٤٠٣).
قال الإمام ابن القيم رحمه اللَّه في "القصيدة النونية":
ومن العجائب قولهم لمن اقتدى ... بالوحي من أثر ومن قرآن
حشوية يعنون حشوًا في الوجود ... وفضله في أمة الإنسان
ويظن جاهلهم بأنهم حشَوْا ... ربَّ العباد بداخل الأكوان
إذ قولهم فوق العباد وفي السما ... ء الربُّ ذو الملكوت والسلطان
ظن الحميرُ بأن (في) للظرف ... والرحمن محوي بِظَرْفِ مكان
واللَّهِ لم يُسمع بذا من فرقة ... قالته في زمن من الأزمان
لا تبهتوا أهلَ الحديث به فما ... ذا قولهم تبًا لذي البهتان =

<<  <  ج: ص:  >  >>