منْ صفاتِ اللَّه، مثلُ: كلام اللَّه، وقُدرة اللَّه، وعِزَّة اللَّه، وما أشبه ذلك، وبهذا استدَلَّ أهلُ السُّنَّةِ على أن القرآنَ غيرُ مخلوقٍ؛ لأن القرآن وصْفٌ يقوم بالمتَكَلِّمِ، فهو كلامٌ يقومُ المتكلِّم به، فهو من إضافَةِ الصِّفة إلى الموصوفِ بها.
لو قال قائل: أضافَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ رُوحَ آدمَ ورُوحَ عِيسى -عليهم السلام- إليه، هذه الإضافة مِنْ أيِّ الأقْسامِ؟
فالجواب: هذه الإضافِةُ من باب إضافَةِ المخلوقِ إلى الخالقِ تَشْريفًا، وذلك لأنَّ الرُّوحَ عينٌ لا صِفَةٌ؛ لأنها تُقْبَرُ وتُلَفُّ في الكفَن -كما جاء في الحديث-: "وَيُصْعَدُ بِها إِلى اللَّهِ تعالى"(١)، فهي عَيْنٌ لكنها عَينٌ غيرُ مَعْلومَةٍ ليس لها نَظِيرٌ فما نُشَاهِدُهُ، فهي ليست كالأعْيانِ الجِسْمِيَّةِ، ولهذا قال:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ}، ثم قالَ:{قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا}[الإسراء: ٨٥]، وأما قوله تعالى:{وَرُوحٌ مِنْهُ}[النساء: ١٧١]، أي: مِنَ الأَرْواحِ التي يخْلُقُها لأنَّ الأرْواحَ مخلُوقَةٌ للَّه، وليس المعْنَى أني جَعلْتُهُ جُزءًا مِنِّي، فهذا ما أحدَثَهُ إلا الحُلولِيَّةُ مِنَ النَّصارِى وأشبَاهِهِمْ.
لو قال قائلٌ: عبدُ اللَّهِ وعبدُ الرحمنِ مِنْ أيِّ أقسامِ الإضَافَةِ؟
فالجواب: هذه الإضَافَةُ تكون على سبيلِ الخُصوصِ وعلى سبيل العُمومِ، فإذا قلنا:(عبدُ اللَّه) فالمرادُ العُبودِيَّةُ العامَّةُ، وإذا قُلنا:(عبادُ الرَّحْمنِ) فالمرادُ الخُصوصُ.
الفَائِدةُ السَّابِعة: إثباتُ العُقوبةِ للكَافِرينَ، وأنها عقوبةٌ شَدِيدةٌ، لقولِهِ عَزَّ وَجَلَّ:{وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، والآياتُ في هذا كَثِيرةٌ جِدًّا، ولا حاجَةَ إلى كثْرةِ الكلامِ فيها لأنها واضحةٌ والحمدُ للَّه.
(١) معناه عند: أحمد (٤/ ٢٨٧) (١٨٥٥٧)؛ الحاكم في المستدرك (١/ ٩٣) (١٠٧)؛ مصنف ابن أبي شيبة (٣/ ٥٤) (١٢٠٥٩)؛ الطبراني في الكبير (٣/ ٥٨) (٢٦٧٦).