للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جِبريلُ، والثاني محمَّدٌ -صلى اللَّه عليه وسلم-.

الفَائِدةُ الرَّابِعة: أن مِنْ طَبِيعَةِ البَشَرِ الفَرحَ بالولدِ، لقوله تعالى: {بِالْبُشْرَى}.

الفَائِدةُ الخامِسة: أن الفرحَ بالولَدِ لا يُنافِي كمالَ المرتَبَةِ، فإبراهيم عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ من الكُمَّلِ مِنَ الرُّسُلِ، ومع ذلك استبشر بالأولاد وفرح بهم، فلا يقال: الفرحُ بالأولادِ ينَافي الكَمالَ.

الفَائِدةُ السَّادسَة: إثباتُ أن الملائكةَ أجسامٌ وليسوا أرْواحًا أو عُقولًا كلما ادَّعاهُ بعضهم، كيف نقول: إنهم أرواحٌ ومعانٍ وعُقول، وهم لهم أجنِحَةٌ ويأتون ويَذهَبُونَ ويتكَلَّمونَ، فجِبريلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ رآه النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ وله سِتُّمِئة جناحٍ قد سَدَّ الأُفُقَ (١)، لكن هذه الأجسام ليست كأجسام بَنِي آدمَ؛ فإن فيها من الخِفَّةِ والقُوَّةِ ما ليس لبَنِي آدم، واللَّه عَزَّ وَجَلَّ قد يجعْلُهُمْ على صُورةٍ غير الصورةِ الأصلية، مثلُ مَجيء جبريلَ بصورة دِحْيَةَ الكَلْبيِّ (٢)، وبصورةِ رجل شديدِ بياضِ الثِّياب شَديدِ سوادِ الشَّعَرِ (٣). . إلخ.

وكذلك الجنَّ قال بعضُ الناس -أعنِّي الذين يُقِرُّون بهم؛ لأن هناك من الناس من أنكرَ الجن، وإنكار الجِنِّ كُفر بلا ريب- قالوا: إنهم أرواحٌ وليسوا أجسامًا،


(١) أخرجه أحمد (١/ ٣٩٥) (٣٧٤٨)، وأصله عند البخاري: كتاب التفسير، باب سورة النجم، رقم (٤٥٧٦)؛ ومسلم: كتاب الإيمان، باب في ذكر سدرة المنتهى، رقم (١٧٤) عن ابن مسعود، ولفظ مسلم: "أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- رأى جبريل له ستمئة جناح".
(٢) أخرجه البخاري: كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام، رقم (٣٤٣٥)؛ ومسلم: كتاب فضائل الصحابة رضي اللَّه تعالى عنهم، باب من فضائل أم سلمة. . .، رقم (٢٤٥١).
(٣) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب بيان أن الإيمان والإسلام والإحسان ووجوب الإيمان. . .، رقم (٨).

<<  <   >  >>