قوله:{فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}(فِي) للظرفية، حمَلَهَا المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ وكثيرٌ مِنَ المفَسِّرِينَ على أن المرادَ حِفْظُهُ عَنْ ظَهْرِ قَلْبٍ، وأن هذا القرآنَ محفوظٌ في الصُّدُورِ، ولهذا قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[أَيْ: المُؤمِنُونَ يَحْفَظُونَهُ]، فيكون المعنى أن هذا القرآنَ محفوظٌ في الصُّدورِ، ويحتمل أن المعْنَى {آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْم} أي: في قُلوبهِمْ، أي: أنهم يعلَمُونَ أنه حَقٌّ، كما قال سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ}[يونس: ٥٧].
وقد يُقالُ: إن المراد كلا المَعْنَيْينِ، وقول المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ: [{آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} أي: المؤْمِنُونَ]، بناءً على أن المرادَ أهلُ العلمِ العامِلِينَ به، وهذا لا يكونُ إلا للمُؤمِنِينَ.