الجواب: قد يكون آياتٌ بيِّنَاتٌ ويجْحَدُونَ كما حدثَ من بعضِ زُعماءِ قُريش، لما سَمِعَ القرآنَ أعْجِبَ به وأقَرَّ بأنه ليس من قولِ البَشَرِ، واعترف بأنه من اللَّه لكن منَعَهُ الكِبْرُ، وقد ذَكَرَ اللَّه عن قومِ فرعونَ أنهم جَحَدُوا بالآيات واسْتَيْقَنَتْهَا أنفسُهم، فعلى هذا إبقَاؤها على أنها عامَّةٌ يكونُ أَوْلى، فتَشْمَلُ المؤمنينَ وغير المؤمنين.
لو قال قائل: ذَكَرَ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الإيمان في قولِهِ: {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}، وذَكَر الحِفْظ في هذه الآيةِ {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}، ألا يكونُ في هذا تكرار؟
الجواب: لا يُوجَدُ تَكْرارٌ؛ لأن قولَهُ:{فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} يشمل هذا وهذا، أي: الإيمانَ والحِفْظَ، فقد لا يَحْفُظونَهُ لكن يَعْرِفونَ أنه حق وهذا على الوجه الثاني.