للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثاله أيضًا هذه الآية، وكذلك قوله تعالى: {وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [البقرة: ٢٥٤]، ومثالٌ للظُّلْمِ الأصْغَرِ: {قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي} [القصص: ١٦]، وقوله تعالى: {إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ} [الشورى: ٤٢].

لو قالَ قائلٌ: قوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} عامٌّ يشْمَلُ الذين أُوتُوا العِلْمَ من المسلِمِينَ والنَّصَارَى وغيرهم، فلماذا خَصَّهُ المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ بالمؤمِنِينَ؟

الجواب: حَمَلَها المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ على المؤمنين لأنهم هم المنْتَفِعُونَ بالعِلْمِ.

وهل غيرُ المؤمنين مِنْ أَوْلى العِلم يكونُ القرآنُ آياتٍ بيِّنَاتٍ لهم؟

الجواب: قد يكون آياتٌ بيِّنَاتٌ ويجْحَدُونَ كما حدثَ من بعضِ زُعماءِ قُريش، لما سَمِعَ القرآنَ أعْجِبَ به وأقَرَّ بأنه ليس من قولِ البَشَرِ، واعترف بأنه من اللَّه لكن منَعَهُ الكِبْرُ، وقد ذَكَرَ اللَّه عن قومِ فرعونَ أنهم جَحَدُوا بالآيات واسْتَيْقَنَتْهَا أنفسُهم، فعلى هذا إبقَاؤها على أنها عامَّةٌ يكونُ أَوْلى، فتَشْمَلُ المؤمنينَ وغير المؤمنين.

لو قال قائل: ذَكَرَ اللَّه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الإيمان في قولِهِ: {فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ}، وذَكَر الحِفْظ في هذه الآيةِ {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ}، ألا يكونُ في هذا تكرار؟

الجواب: لا يُوجَدُ تَكْرارٌ؛ لأن قولَهُ: {فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ} يشمل هذا وهذا، أي: الإيمانَ والحِفْظَ، فقد لا يَحْفُظونَهُ لكن يَعْرِفونَ أنه حق وهذا على الوجه الثاني.

وقوله: {وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ} أي: اليهودُ، وجَحَدُوهَا

<<  <   >  >>