ومنها: أنها التَقَمَتْ ما جاءَ به السَّحرةُ من الحِبالِ والعِصِيِّ.
ومنها: أنه كان يَضْرِبُ بها الحجرَ فتَنْفَجِرُ عيونًا.
ومنها: أنه ضَربَ بها البحرَ فانْفلَقَ، بل كان كُلُّ فِرْقٍ كالطَّودِ العظيمِ.
لو قال قائل: هل يُسْتَحَبُّ أخذُ العَصا؟
الجوابُ: هذا ليس من سُنَّةِ الرَّسولِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ.
قَال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[ومَائدَةُ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ]، هذا التَّمْثِيلُ من المُفَسِّر يَدُلُّ على أنه يَرَى أن المائدة أُنْزِلَتْ، وهذه المسألة فيها خِلافٌ بين أهل العِلمِ، فمنهم من قال: إن اللَّه أنزلَ المائدَةَ على بَنِي إسرائيل، ومنهم من قال: إن اللَّه لم يُنْزِلْها، ولنَنْظُرْ في الآيات:
إذا نظرنا إلى قوله:{إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} فظاهِرُهُ أنها نزلَتْ، وإذا نظرنا إلى الشرطِ في قوله تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بَعْدُ مِنْكُمْ فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ} قلنا: إنها لم تَنْزِلْ؛ لأن اللَّه تعالى ذَكَرَ شَرْطًا لنُزولها ولم يُوجَدْ هذا الشرطُ، فدَلَّ عدمُ وجودِ الشرطِ على عدمِ وجودِ النُّزولِ، والشرطُ سواء ذكر في أولِ الآية أو آخرها فهو معْتَبَرٌ، فهذا التَّعْذيبُ