للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قد يدرِّسون الإسلامَ محرَّفًا.

وثانيًا: لأنه تهَجْيِنٌ (١) بالغٌ للمسلمين، كأنَّ المسلمِينَ ليس عندهم تخَصُّصاتٌ شرْعِيَّةٌ ولا عندهم شيء يعْرِفُونَ به دِينهُم.

لو قالَ قائلٌ: ما حُكْمُ من يذهبُ لبلادِ الكفَّارِ لدِرَاسَةِ لغُتِهِمْ، ومن شُروطِ هذه الدراسةِ أن يَعِيشَ مع أسرةٍ غيرِ مُسلِمَةٍ من أجلِ تعَلُّمِ اللُّغةِ؟

فالجواب: هذا حرامٌ ولا يجوزُ؛ لأن الجلوسَ مع هذه الأسرةِ فيه مفاسِدُ كثيرةٌ، فقد يكونُ في هذه الأسرةِ فتياتٌ شَابَّاتٌ يُفْسِدْنَ هؤلاءِ الدارسين من المسلمين، ومشْكِلَةُ السفَرِ إلى بلاد الكفَّارِ مشكلةٌ عظيمةٌ جدًّا.

مسألة: ما حدُّ دارِ الإسلامِ ودارِ الكُفْرِ؟

دار الإسلامِ هي التي تُقامُ فيها شعائرُ الإسلامِ بقَطْعِ النَّظَرِ عن حكَّامهم؛ حتى لو تَوَلَّى عليهم حاكمٌ كافرٌ، فما دامُوا يُقِيمونَ شعائرَ الإسلامِ، كالأذانِ وإقامةِ الصلاةِ والجمعِ والأعيادِ الشَّرْعِيَّةِ والصومِ والحجِّ وما أشْبَهَ ذلك؛ فهذه دارُ إسلامِ.

وأما قول من يقولُ: إن بلادَ الإسلامِ هي التي يحْكُمُها المسلمون، أي: يكونُ حُكَّامُهَا مسلمين، فهذا ليسَ بصَحِيحٍ.

ولكن إذا كان يَظْهَرُ فيها شعائرُ الإسلامِ وشعائرُ الكُفْرِ، كما لو كانت تُقامُ فيها الجُمَعُ والجماعاتُ، ولكن يُسْمَعُ فيها أيضًا أبواقُ اليهودِ ونواقِيسُ النَّصارى، وتُقامُ فيها صلواتُ النَّصارى واليهود، ففي هذه الحال قد نَرْجِعُ إلى الحُكَّامِ والأغْلَبِيَّةِ؛ لأن الحاكِمَ قد يَعْجَزُ عن إزالة شعائرِ الكُفْرِ، فإذا كان غالبُ البلد


(١) التهجين: التقبيح. انظر القاموس المحيط (هجن).

<<  <   >  >>