للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي "إعلام الموقعين" (١) أن الربيع قال: سمعتُ الشافعي يقول: كل مسألة يصحُّ فيها الخبرُ عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند أهل النقل بخلاف ما قلتُ فأنا راجعٌ عنها في حياتي وبعد مماتي.

ونقل إمام الحرمين في "نهايته" (٢) عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى أنه قال: إذا صحَّ خبرٌ يخالف مذهبي فاتبعوه، واعلموا أنه مذهبي.

وفي "تدريب الراوي" (٣) للسيوطي تنبيهات، الأول: اعتُرِض على التمثيل بـ "مسند أحمد" بأنه شرطَ في مسندِه الصحيحَ. قال العراقي: ولا نسلِّم ذلك، والذي رواه عنه أبو موسى المديني أنه سُئل عن حديث فقال: انظروه، فإن كان في "المسند" وإلّا فليس بحجة. فهذا ليس بصريح في أن كلَّ ما فيه حجة، بل ما ليس فيه ليس بحجة. قال: على أن ثَمَّ أحاديثَ صحيحة مخرجة في "الصحيحين" وليست فيه، منها: حديث عائشة في قصة أم زرع (٤). انتهى.

وساق السيوطي الكلام إلى أن قال (٥): "وقال الهيثمي في "زوائد المسند": "مسند أحمد" أصحُّ صحيحًا من غيرِه، [وقال ابن كثير] (٦): لا


(١) (٢/ ٢٦٦).
(٢) "نهاية المطلب" (٤/ ٢٦٠).
(٣) (١/ ١٧٢).
(٤) أخرجه البخاري (٥١٨٩) ومسلم (٢٤٤٨).
(٥) (١/ ١٧٣). وكلام الهيثمي في أول "غاية المقصد" بنحوه.
(٦) زيادة من "تدريب الراوي". وكلام ابن كثير في "اختصار علوم الحديث" (١/ ١١٨، ١١٩).