للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها أن أمّ سَلَمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة، وذكرت له ما رأت فيها من الصور، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أولئك قوم ... » الحديث، وقد مرَّ (١).

فهذه الكنيسة التي رأتها أمُّ المؤمنين في أرض الحبشة لم تكن ثلاثة أذرع في ذراعين أي: موضع قبر كما هو واضح. وقوله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الحديث: «بنوا على قبره مسجدًا وصوَّروا فيه تلك الصور» صريحٌ في أن المراد بناء يشتمل على القبر، وأن الوعيد يتناول البناء نفسَه فضلًا عن الصلاة على القبر وإليه.

وقد ترجم البخاري على هذا بقوله: (باب بناء المسجد على القبر) (٢).

وقد أحْسَن (٣) بنصِّه على أن مثل الصلاة عليه التبرّكُ والإعظام، وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله (٤).

[ص ١٤] وأما ما استدلّ به الإمام يحيى (٥) بقوله: (ولا بأس بالقباب والمشاهد على قبور الفضلاء والملوك، لاستعمال المسلمين ولم يُنْكَر).


(١) (ص ١٨٦).
(٢) كتاب الجنائز في تبويبه على الحديث السالف رقم (١٣٤١).
(٣) يعني الآلوسي في كلامه السابق.
(٤) (ص).
(٥) هو يحيى بن حمزة بن علي المؤيّد من أئمة الزيدية (ت ٧٤٥). انظر «البدر الطالع»: (٢/ ٣٣١)، و «الأعلام»: (٨/ ١٤٣). انظر كلامه في «البحر الزخّار»: (٢/ ١٣٢) للمرتضى.