للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيقول لك: أوَ لم تقرأ فيه أنه {عَرَبِيٌّ مُبِينٌ} [النحل: ١٠٣].

فتقول: بلى يا ربّ.

فيقول لك: أوَ لم تقرأ هذه الآية؟

فتقول: بلى يا رب.

فيقول: أوَ لم تفهم معناها بالأسلوب العربي؟

فتقول: بلى يا رب.

فيقول: وكيف اعتقدتَ ما يناقضها؟

فلا يسعك إلا السكوت، إذ لا يمكنك أن تقول: عملتُ بقول آبائي وأشياخي، فتعترف على نفسك أنك قدمتَ قولَ آبائك وأشياخك على كلام ربك جلّ جلاله!

[٨١] فصل

وأما شكواكم من التكفير والتفسيق فهي شكوى لا معنى لها، وإنما عليكم أن تتجرَّدوا عن الأهواء، وتنظروا بعين الإنصاف وحب الحق حتى تقفوا على ما وقف عليه المكفِّرون والمُفَسِّقون؛ فإن تبين لكم أن لهم حجة في ذلك فلا تلوموهم على أن عملوا بها. وإن لم تجدوا لهم حجة ووجدتموهم متأوّلين، فاعلموا أنهم معذورون في ذلك. وقد مرّ في هذه الرسالة ما يتعلق بهذا (١).

وإن اتضح لكم أنهم لا حجة لهم ولا تأويل، وإنما قالوا ما قالوه


(١) لم نره فيما سبق.