للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

في «المستدرك» (١) من طريق عُبيد بن غنام النخعيّ، عن علي بن حكيم، عن شَريك، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضُّحى، عن ابن عباس قال: في كلّ أرض نبيّ كنبيكم وآدم كآدم ونوح كنوح وإبراهيم كإبراهيم وعيسى كعيسى. وقال: صحيح الإسناد.

ولم أزل أتعجَّب من تصحيح الحاكم له حتى رأيت البيهقيَّ (٢) قال: إسناده صحيح ولكنه شاذٌّ بمرَّة. اهـ (٣).

قلت: وهذا الذي قاله الحاكم (٤) واقع في حديث الأعمى، وذلك أنه تفرّد به أبو جعفر عن عمارة، وتفرّد به عمارة عن عثمان بن حنيف، وهو غريب في الأدعية النبوية، فلم يُعْرَف عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعاءٌ يشبهه في التوسّل، على كثرة الأدعية المأثورة، وحِرْص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تعليم أصحابه، ولم يُعرف عن أحدٍ من الصحابة ولا من التابعين ولا من سَلَف الأمة ما يُشبهه كما مرّ عن شيخ الإسلام ابن تيمية (٥).

فإن قيل: إن الحاكم لم يوافَق على تعريفه للشاذ، فقد قال النووي بعد حكاية قول الحاكم وقوله مثله عن الخليلي: «وما ذكراه مشكل بأفراد العدل الضابط، كحديث: «إنما الأعمال بالنيات»، والنهي عن بيع الولاء، وغير ذلك في «الصحيح» ... » إلخ.


(١) (٢/ ٤٩٣).
(٢) في كتاب «الأسماء والصفات»: (٢/ ٢٦٨).
(٣) انتهى النقل من «تدريب الراوي».
(٤) يعني في تعريفه للشاذ.
(٥) (ص ٢٦١).