[المبحث السادس: منهجه في الكلام على الناسخ والمنسوخ.]
أثبت الكرماني وقوع النسخ في القرآن، وقد أكثر من ذكر القول فيها مع اختصارٍ في ذكرها في الغالب، ومن تأمل في نقوله في ذلك وجد أن أبرز مصادرها وأكثرها إيراداً هو من كتاب الناسخ والمنسوخ؛ للنَّحَّاس " ومن أمثلة ذلك:
* في سورة الشورى: " وفي كتاب الناسخ والمنسوخ: " إنَّ في هذه الآية قولين: أحدهما: أنها منسوخة بقوله: {عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ} [الإسراء: (١٨)] وهو رواية جُوَيْبِر عن الضحاك عن ابن عباس - رضي الله عنهما-.
والقول الثاني: أنها ثابتة "وهو القول الذي لا يجوز غيره؛ لأنَّه خبر والخبر لا يدخله النسخ".
* وفي سورة الشورى أيضاً: عند قوله: {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا} " في الناسخ والمنسوخ: " أنها منسوخة بقوله تعالى: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ} "، وفي معناه أربعة أقوال:
أحدها: أن معنى قوله: {إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} إلا تودّوني في نفسي لقرابتي منكم وهذا لقريش خاصة وهو قول ابن عباس وعكرمة ومجاهد.
الثاني: عن سعيد بن جبير: أنه قال: لمَّا نزلت هذه الآية قالوا يا رسول الله: من هؤلاء الذين نودُّهم؟
قال: علي وفاطمة وولدهما ".
الثالث: عن الحسن - رضي الله عنه -: " إلا أن تودّوا إلى الله، وتتقربوا إليه بالطاعة، والعمل الصالح ".
الرابع: إلا أن تودُّوا أقرباءكم، وتصلوا أرحامكم ".