للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

الحالة الاجتماعية وأثرها في حياته

لقد كان لسيطرة السلاجقة على المشرق الإسلامي أكثر الأثر في انتشار المذهب السني واندحار المذهب الباطني الفاطمي الذي ازدهر في فترة حكم بني بويه، ولقد كان لهذا الأمر صور عديدة، لعل من أبرزها:

- أصدر السلطان طغرلبك أمره سنة ٤٤٥ هـ بلعن الرافضة من على منابر خراسان (١).

- في عام ٤٤٨ هـ أصدر الخليفة القائم بأمر الله أمره إلى أهل الكرخ والمشهد وغيرهما بأن يؤذن: الصلاة خير من النوم، وأن يتركوا: حي على خير العمل، ففعلوا ما أمرهم به خوف السلطنة وقوّتها (٢).

- كانت سياسة السلاجقة إبعاد أصحاب المذاهب الباطنية والديلمية عن الجهاز الإداري للدولة السلجوقية، وفي ذلك يذكر نظام الملك (٣) أنه لم يكن أحد في زمن السلطان طغرلبك يجرؤ على أن يعين أحداً من خبثاء المذهب المخالفين لأهل السنة.

لقد أدت مثل هذه الأعمال والسياسات إلى انكفاء دعاة الفلاسفة والباطنية


(١) «الكامل» لابن الأثير ١٠/ ٣٣.
(٢) «الكامل» لابن الأثير ٩/ ٦٣٢.
(٣) في كتابه «سياسة نامه» (ص ٢٠٤) بواسطة رسالة الدكتوراه التي كتبها الدكتور محمد المدخلي بعنوان: (المشرق الإسلامي في عصر السلاطين السلاجقة الأوائل) (ص ٤٧٠)، من مكتبة جامعة أم القرى.

<<  <   >  >>