للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الأول: (١) (٢) منهجه في القراءات:

جاء في ترجمة الكرماني أنَّه يلقب " بتاجِ القُرَّاء " لمكانته في ذلك، ومن تتبع تفسيره، وجد أنه يمكن استخراج كتاب منه في القراءات، وتوجيهها، مع أنَّه لم يلتزم ذكر القراءات في كل الآيات، وكذلك لم يلتزم نسبة القراءات إلى أصحابها، فيكتفي بذكر القراءة وتوجيهها معتمداً في كثيرٍ من ذلك على كتابَيْ، معاني القراءات؛ للأزهري، والحُجة؛ لأبي علي الفارسي، ولم ينس مع ذلك ذكر بعض القراءات الشاذَّة، والحكم عليها بالشذوذ، أو ذكرها من دون بيان حكمها، ومن أمثلة ذلك:

* في سورة الزمر عند قوله: " {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ} قُرئ بالتَّخفيف والتَّشديد، وللتخفيف وجهان: أحدهما: أنه ألف استفهام، أي: أمَّن هو قانت كمن جعل لله أنداداً؟، وفيه ضعفٌ؛ لأنَّ ألف الاستفهام لا يدخل في " مَنْ " إلاّ مع الواو والفاء.

والثاني: أن يكون للنداء فهو كما تقول: فلان لا يُصَلِّي ولا يصوم، فيا من تصوم وتصلِّي أبشر وللتَّشديد وجهان: أحدهما: أن يكون أم هي المُعادِلة، والتقدير: الجاحِد الكافر أم الذي هو قانت ".

* وفي سورة الهمزة: قال " ومعنى: {جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (٢)} أحرزه واتخذه عدة.

والتشديد يقتضي الجمع شيئاً بعد شيء ".

* وفي سورة (ص) عند قوله: " {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} وقُرِئ في الشَّواذِّ {ولا تَشْطُطْ}، وشطّ وأشطَّ لغتان وأصلهما البعد ".


(١) سبق الحديث عن منهج المؤلف في القسم الأول من تحقيق الكتاب من قبل الباحث الشيخ / ناصر بن سليمان العمر، ونظراً لطلب المجالس العلمية إعادته مرة أخرى فقد أعدته باختصار؛ إذ يظهر منهج المؤلف في الغالب في بدايات السور، وكان نصيب زميلي الشيخ عبد الله المنصور الحديث عن عصر المؤلف وحياته مبرزاً في ذلك اسمه ونسبه ومولد ونشأته وشيوخه وتلاميذه وعقيدته ومذهبه الفقهي ومكانته العلمية ومؤلفاته، ثم وفاته، وكذا التعريف بالكتاب وقيمته العلمية، وكان نصيب أخي الشيخ إبراهيم الدومري من الدراسة الحديث عن مصادر المؤلف في تفسيره.
(٢) اكتفيت في ترجمة الأعلام والتخريج بما جاء في القسم الثاني من البحث وهو جانب التحقيق كما هو متعارف عليه في جانب الدراسة.

<<  <   >  >>