للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ، وإيِّاه أسأل التوفيق، قال الشيخ الإمام بُرهانُ الدِّين سَعْد الإسلام، تاجُ القُّرَّاء أبو القاسم محمود بن حمزة - قَدَّس الله رُوْحَه -] (١)

سورة ص (٢)

ثمان وثمانون آية (٣) (٤) مكية (٥)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ

{ص وَالْقُرْآَنِ ذِي الذِّكْرِ} سبق القول في الحروف (٦).


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ).
(٢) هذه السُّورة سميت في المصاحف وكتب التفسير، وكتب السنة والآثارِ عن السلف (سورة صاد) كما ينطق باسم حرف الصاد تسمية لها بأول كلمة منها، ويقال لها: سورة داود [انظر: زادُ المَسِير؛ لابن الجوزي (٧/ ٣)، جَمَال القُرَّاء؛ للسَّخاوي (١/ ٢٠٠)، التحرير والتنوير؛ لابن عاشور (٢٣/ ٢٠١)].
(٣) " ثمان وثمانون آية " سقطت من (ب).
(٤) وهذا على عدِّ أهل الكوفة، وأمَّا عند أهل الحجاز والشام والبصرة (بعدِّ أيوب بن المتوكل) فستاً وثمانين، وعند أهل البصرة خمساً وثمانين، وهو عدد عاصم الجحدري [انظر: البيان في عدِّ آي القرآن؛ للداني (ص: ٢١٤)، ... التَّحْرِيرُ والتَّنْوير؛ لابن عاشور (٢٣/ ٢٠١)].
قلت: ومردُّ هذا الاختلاف في العدِّ كما هو مقرر في كتب علوم القرآن لسببين رئيسين، وهما: أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف، فإذا علم محلها وصلَ للتَّمام، فيحسب السامع أنها ليست فاصلة.
والثاني: أنَّ البسملة نزلت مع السورة في بعض الأحرف السبعة، فمن قرأ بحرف نزلت فيه عدَّها، ومن قرأ بغير ذلك لم يعدها. [انظر: البرهان في علوم القرآن؛ للزركشي (١/ ٢٥١)، دراسات في علوم القرآن؛ للدكتور زاهر الألمعي (ص: ٦٩)].
(٥) وهي مكِّية بالإجماع [انظر: البيان؛ للداني (ص: ٢١٤)، المُحَرَّرُ الوجِيز؛ لابن عطية (٤/ ٤٩١)، زادُ المَسِير؛ لابن الجوزي (٧/ ٣)، الجامع لأحكام القرآن؛ للقرطبي (١٥/ ١٣٧)].
(٦) أي الحروف المقطعة في أوائل السُّور في الآية الأولى من سورة البقرة، واكتفى المؤلِّف فيها بسَرْد الأقوال المشهورة دون إبداء رأيٍ أو ترجيح، والذي يظهر لي فيها أنَّها حروف للتحدي والإعجاز الله أعلم بمرادها، وهو قول أبي بكر الصدِّيق وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود - رضي الله عنهم - ووافقهم جمعٌ من التابعين ومن بعدهم.
قال ابن كثيرٍ - رحمه الله -: " فإن صحَّ لنا فيها عن المعصوم شيء قلنا به، وإلا وقفنا حيث وقفنا وقلنا {آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} [آل عمران: ٧)]، ولم يُجْمِع العلماء فيها على شيء معين، وإنما اختلفوا، فمن ظهر له بعض الأقوال بدليل فعليه اتباعه، وإلا فالوقف حتى يتبين هذا المقام " [تفسير القرآن العظيم (١/ ٤٠) وانظر: جامع البيان؛ لابن جرير الطبري (١/ ٨٦)، فتح القدير؛ للشَّوكاني (١/ ٤٦)، أضواء البيان؛ للشنقيطي (١/ ٢٣٨)].

<<  <   >  >>