للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الخاتمة

اللهم لك الحمد كُلُّه، أوله وآخره، سرُّه وعلانيته، وبعد:

فلقد أكرمني الله تعالى بتحقيق قسم من تفسير " لباب التفاسير "، لمحمود بن حمزة الكرماني، والذى أورد فيه مؤلفه نوعاً من العناية بتفسير القرآن بالقرآن وأكثر من الاستشهاد به، وأودع هذا التفسير الكثير من الأحاديث النبوية والآثار عن السلف من الصحابة والتابعين، وانتفع بأقوال أئمة اللغة وشواهد الشعر وبثها في ثنايا تفسيره. فبذلت الجهد مع قلة البضاعة لإتمام ذلك وتوضيحه، وتوثيقه، وضبط نصه، كما أراده مؤلفه- حسب الاجتهاد - وقد أفدت من ذلك كثيراً بحمد لله في فقه كثيرٍ من مسائل تفسير ربع كتاب الله تعالى، ولو لم أخرج إلا بهذه الفائدة لكفى بها نعمة وزاداً، والحمد لله الذي أعانني على إتمام هذا التحقيق، والذي خرجت منه بفوائد جمَّة منها:

١ - أن يحرص طالب العلم على العلم المنهجي الذي يؤصِّل به علومه، فالناظر لتفسير الكرماني يجده عالماً بالقراءات واللغة، والتفسير، وعلوم متنوعة حصَّلها بطلبه للعلم وبذله له فظهر أثرها على مؤلفاته.

٢ - أنَّ كثيراً من المفسرين قد حصَّلوا علوما كثيرة، إلا أن كثيراً منهم قد تأثر ببيئته وأشياخه، ومنهم الكرماني الذي تأثر ببعض شيوخه أو كتبهم فظهر أثر مذهب الأشاعرة على تفسيره، وخصوصاً في آيات الصفات.

٣ - أنَّ المكتبة الإسلامية بحاجة إلى مثل هذا التفسير، والذي سأحرص- بإذن الله تعالى - مع زملائي على إخراجه؛ ليكون مرجعاً للباحثين والدارسين.

٤ - أقترح أن تعيد الجامعة النظر في وضع عدد ألواح تحقيق المخطوطات، حتى يحصل للطلاب الاستفادة وخدمة النص المُراد تحقيقه، لا أن يبقى كالمنبت لا نصَّاً حقَّقَ، ولا بحثاً أكمل.

٥ - أقترح أن يتبنى قسم القرآن وعلومه فكرة مقر مخطوطات القرآن الكريم وعلومه في العالم الإسلامي وغيره، على أن تسمى (خزانة المخطوطات القرآنية).

هذا والله العلي القدير أسأل أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا، وأن يرزقنا علماً نافعاً وعملاً متقبلاً، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه....

<<  <   >  >>