للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتكمن أهمية الموضوع وأسباب اختياره في النقاط التالية:

- إن تحقيق الكتاب والدراسة العلمية له سوف تكون إضافة علمية مهمة للمكتبة القرآنية، خصوصاً فيما يتعلق بعلم التفسير، وذلك لما امتاز به الكتاب من ميزات لعل من أهمها: تحرير المعاني بعبارة غير طويلة، مع العناية بالاستدلال بالقرآن والآثار واللغة.

- تقدم وفاة المؤلف، حيث توفي بعد سنة (٥٣١ هـ) بقليل، وكونه من الأعلام البارزين في ميدان القرآن وعلومه.

- يعتبر «لباب التفاسير» من التفاسير الشاملة، فلم يقتصر على فنٍّ دون آخر، ولذلك أكثر في تفسيره هذا من العناية بالقراءات، وآثار السلف، وأسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، وآيات الأحكام، والإعراب والشواهد الشعرية، وبعض فنون اللغة الأخرى.

- اشتهر المؤلف بكتابَيه الآخرين: «البرهان في متشابه القرآن» و «غرائب التفسير» مما دفعني لتحقيق هذا التفسير الذي سار فيه الكرماني وفق المنهج المعروف عند عامة المفسرين، فتحقَّقَ بذلك صِحة ثناء العلماء على منزلته في التفسير وعلوِّ كعبه فيه، وهو ذات الأمر الذي دفع عدداً من المفسرين إلى نقل اختياراته ومناقشتها كأبي حيان والسمين الحلبي والألوسي وغيرهم.

- كان من الأسباب التي دفعتني لتحقيق الكتاب: العثور على نسخٍ خطية للكتاب في مدينة اسطنبول من بلاد الجمهورية التركية، وهو أمر كان عائقاً لبعض من رغب في إكمال تحقيق الكتاب من الزملاء الباحثين.

ويهدف هذا البحث إلى التعريف بالمصنف، وكشف المزيد من جوانب حياته العلمية والعملية مع التعريف بكتابه «لباب التفاسير» وبيان قيمته العلمية والأثر العلمي الذي تركه فيمن أتى بعده، بالإضافة إلى إخراج كتابه «لباب التفاسير» محققاً تحقيقاً علمياً، وذلك من أول سورة المائدة إلى نهاية سورة الإسراء.

وحيث سبق تحقيق ودراسة القسم الأول من هذا التفسير كما تقدم، وحيث لم أجد من تقدم لإكمال بقية الكتاب بسبب عدم توفر نسخه الخطية كما أفادني بذلك الباحث الأول، فقد تمكنت بفضل الله تعالى من العثور على نسخ خطية للكتاب، مما دفعني للعمل على تحقيق القسم الثاني من هذا الكتاب، وكان عملي من حيث انتهى الباحث الأول - وهو يمثل في النسخة الخطية الأولى التي صورتها من اسطنبول (١١٠) لوحات - فابتدأت العمل من اللوحة (١١٠) إلى اللوحة (٢٨٢)، وهو يشمل تفسير: المائدة، والأنعام، والأعراف، والأنفال، والتوبة، ويونس، وهود، ويوسف، والرعد، وإبراهيم، والحجر، والنحل، والإسراء، ومجموع أوراق هذا القسم (١٧٢) لوحة، وتمثل (٣٤٤) صفحة.

<<  <   >  >>