للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الإخلاص (١)

أربع آيات (٢) (٣) مكية. وقيل: مدنية (٤).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}: جاءَ في الأخبار: ((منْ قرأَ سورةَ الإخلاص فقد قرأَ ثُلُثَ القرآن)) (٥)؛ لأن القرآن كله مشتمل على ثلاثة أشياء: توحيدُ الله وذكر صفاته.


(١) هذه التسمية هي أشهر تسمياتها، وبها سُمِّيت في أكثر المصاحف، وأكثر التفاسير وجامع الترمذي، وقد اشتهر هذا الاسم لاختصاره وجمعه معاني هذه السُّورة؛ لأن فيها تعليم الناس إخلاص العبادة لله تعالى [التحرير والتنوير (٣٠/ ٦٠٩) - باختصار].
وقال الفيروز أبادي: " ولها عشرون اسماً: سورة التوحيد، وسورة التفريد، وسورة التجريد، وسورة النجاة، وسورة الولاية، نسبة الرب، لقوله: (لكل شيء نسبة ونسبة الرب قل هو)، الثامن: سورة المعرفة. التاسع: سورة الجمال. العاشر: المشقشقة، ... الحادي عشر: المعوذة. الثاني عشر: الصمد. الثالث عشر: الأساس. الرابع عشر: المانعة. الخامس عشر: المُحْضِرة؛ لأنَّ الملائكة تحضر لاستماعها من القارئ. السادس عشر: المنَفِّرة، لأنها تنفرة الشيطان. السابع عشر: البراءة، أي من النفاق. الثامن عشر: المذكرة. التاسع عشر: الشافية. العشرون: سورة النور؛ لما في الخبر: ((إن لكل شيء نوراً، ونور القرآن {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ})) " [بصائر ذوي التمييز (١/ ٥٥٣)].
(٢) " أربع آيات " ساقطة من (ب).
(٣) وهي خمس آيات في المكي والشامي وأربع في عدد الباقين. [البيان (ص: ٢٩٦)].
(٤) وهي مكية في قول الجمهور، وقال قتادة والضحاك والسدي وأبو العالية والقرظي: هي مدنية ونسب كلا القولين إلى ابن عباس.
ومنشأ هذا الخلاف الاختلاف في سبب نزولها، والصحيح أنها مكية فإنها جمعت أصل التوحيد وهو الأكثر فيما نزل من القرآن بمكة، ولعل تأويل من قال: إنها نزلت حينما سأل عامر بن الطفيل وأربدُ، أو حينما سأل أحبارُ اليهود، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ عليهم هذه السورة، فظنها الراوي من الأنصار نزلت ساعتئذ أو لم يضبط الرواة عنهم عبارتهم تمام الضبط. [انظر: النكت والعيون (٦/ ٣٦٩)، المحرر الوجيز (٥/ ٥٣٦) التحرير والتنوير (٣٠/ ٦١١)].
(٥) ورد هذا المعنى في روايات كثيرة ومن أصَّحِّها ما أخرجه البخاري في صحيحه كتاب فضائل القرآن، باب فضل {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} برقم (٥٠١٣) عن أبي سعيد الخدري: أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يُردِّدها، فلما أصبح جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر ذلك له، وكأن الرجل يتقالُّها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((والذي نفسي بيده، إنها لتعدل ثلث القرآن))، وأخرج مسلم في كتاب صلاة المسافرين، باب: فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، برقم (١٨٨٣)، عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثُلث القرآن؟)). قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: ((قل هو الله أحد، تعدلُ ثُلثَ القرآن)).

<<  <   >  >>