للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالفضل والعلم والفقه والأدب، وكان ممن سكن كرمان، ومات بعد شعبان سنة (٥٢٠ هـ) (١)، ومنه يعلم أن الكرماني بقي إلى وقت وفاته، حيث يقول الكرماني (رحمة الله عليه) وقد اتفقت على ذلك النسخ الخطية الثلاث، ففي الأولى ما ذكرته، أما الثانية والثالثة ففيها (رحمه الله)، فيبعد أن يكون الدعاء بالرحمة من تصرف النساخ، وسأذكر هذه المسألة بتوسع في سنة وفاة الكرماني - إن شاء الله تعالى -.

[أما تلاميذه، فمنهم]

١ - أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، صاحب «الكشاف» وهو من رؤوس المعتزلة، المولود سنة (٤٦٧ هـ) والمتوفى سنة (٥٣٨ هـ).

قال السيوطي في «مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع» (٢): (فإن من علوم القرآن العظيم مناسبة مطالع السور ومقاطعها كما أوضحته في «الإتقان» وكتاب «أسرار التنزيل»، وقد صرَّح بذلك المحققون كصاحب «الكشاف» وشيخه محمود بن حمزة الكرماني صاحب «البرهان في متشابه القرآن» و «الغرائب والعجائب في التفسير» والإمام فخر الدين والأصبهاني وغيرهم).

فظهر بهذا النص أن الزمخشري صاحب الكشاف تلميذٌ للكرماني، ولم أجد هذه المعلومة عند غير السيوطي، وكان الكرماني أحياناً في تفسيره يذكر بعض الأعاريب أو التوجيهات للآيات ثم نجد ذلك الوجه في «الكشاف» للزمخشري (٣)، وهذا مما يؤيد أن الزمخشري استفاد من الكرماني، وهذا وإن لم يكن


(١) انظر: «خريدة القصر» قسم فضلاء أهل فارس ٣/ ٣٤، و «طبقات الشافعية الكبرى» ٧/ ٣٢٧.
(٢) صفحة ٤٥ - ٤٦ من الكتاب، وهي أول وثاني صفحة من النص المحقق للكتاب، إذ الصفحات السابقة دراسة للكتاب قام بها المحقق الدكتور عبدالمحسن العسكر وفقه الله.
(٣) وهذا من الممكن حدوثه بكثرة بين كتب التفسير، ولكن الكرماني قد يذكر وجهاً إعرابياً كما في تفسير الآية (٦١) من سورة يونس ثم نجد هذا الوجه الإعرابي عند الزمخشري في «الكشاف»، وكان الكرماني قد قال أثناء تفسير الآية (لم أسبق إليه فيما علمت)، فالله أعلم.

<<  <   >  >>