للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرابع: شخصيته العلمية البارزة في كتبه]

وهذا أمر ظاهر في تفسيره «لباب التفاسير» وكتابه «البرهان»، وإنما انتقد عليه تأليفه لكتاب «غرائب التفسير» وفي ذلك يقول السيوطي في «الإتقان» (١) عند النوع التاسع والسبعين (في غرائب التفسير): (ألف فيه محمود بن حمزة الكرماني كتاباً في مجلدين سمّاه «العجائب والغرائب» ضَمَّنه أقوالاً ذكرت في معاني الآيات منكرة لا يحل الاعتماد عليها ولا ذكرها إلا للتحذير منها).

وقد فهم بعض من جاء بعد السيوطي أن الأخير ينتقد الكرماني على هذا الكتاب، وبنظرة تأمليَّة إلى كلام السيوطي فإننا لا نجد انتقاداً، وإنما هي جمل تصف الكتاب فحسب، ولعلها مقتبسةٌ من مقدمة الكرماني لكتابه «غرائب التفسير» حيث يقول الكرماني: (وبعد، فإن أكثر العلماء والمتعلمين في زماننا يرغبون في غرائب تفسير القرآن وعجائب تأويله، ويميلون إلى المشكلات والمعضلات في أقاويله، فجمعت في كتابي هذا منها ما أُقَدِّرُ أن فيه مقنعاً لرغبتهم ومكتفىً لطلبتهم، لما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (أعربوا القرآن والتمسوا غرائبه، فإن الله يحب أن تعرب آي القرآن) ولما ذكر ابن عباس رضي الله عنه: (إن هذا القرآن ذو شجون وفنون وظهور وبطون، لا تنقضي عجائبه، فمن أوغل فيه برفق نجا، ومن أوغل فيه بعنف هوى). وأوجزت ألفاظه من غير إطناب، فإن مجتنى كنوز العلم في اختياره وحسن جمعه واختصاره، ولم أشتغل بذكر الآيات الظاهرة والوجوه المعروفة المتظاهرة، ولا بذكر الأسباب والنزول والقصص والفصول، فإني قد أودعت جميع ذلك في كتابي الموسوم بـ «لباب التفاسير» من غير إفراط مني فيه ولا تقصير).

وهذه المقدمة تعطينا تصوراً عن هذا الكتاب، فهو كتاب له غرض معين، فلا


(١) انظر: «الإتقان» للسيوطي (ص ٨٧٦).

<<  <   >  >>