القسم الأول: منهج الكرماني في كتابه " لباب التفاسير "
[تَمْهيد]
قبل الحديث عن منهج المؤلِّف في كتابه أقدِّم بين يدي ذلك ترجمة موجزة للمؤلِّف.
* اسمه ونسبه: هو المُقْرِئُ، المُفَسِّر، الفقيه، النَّحوي بُرهان الدِّين، أبو القاسم محمود بن حمزة بن نصر الكِرماني - بفتح الكاف وكسرها - المعروف بـ "تاج القُرَّاء ".
* نشأته: نشأ الكرماني في بيت علم وفضل، فقد أخذ القراءات عن والده حمزة بن نصر وعن غيره من العلماء.
كما أخذ عن الكرماني جماعة، منهم: نصر بن علي الشيرازي المعروف بابن أبي مريم صاحب كتاب " الموضح في القراءات " وهو كتاب مطبوع متداول.
* منْزلته العلمية: قال عنه ابن الجزري في غاية النِّهاية: " إمام كبير محقق ثقة كبير المحل ".
وقال عنه ياقوت الحموي في معجم الأدباء:" تاج القراء، وأحد العلماء الفقهاء النبلاء، صاحب التصانيف والفضل، كان عجباً في دقة الفهم وحسن الاستنباط ".
* مذهبه العقدي:
مع أنَّ الكرماني كان يكثر نقل مذاهب السلف من الصحابة والتابعين عند إيراد للأقوال في تفسير الآيات، إلا أنه يعتبر من الأشاعرة، ويظهر ذلك من تأويله لآيات الصفات في تفسيره، فقد كان يختم سرده للأقوال بمذهب التأويل ويميل إليه، كما أن له جهوداً في الرَّدِّ على مذهب المعتزلة، رغم كثرة نقله لأقوال ابن عيسى الرُّماني الموصوف بالاعتزال، كما أن الكرماني يهتبل فرصة الرد على الرافضة، ويشنع عليهم أقوالهم المنحرفة في التفسير.
* مذهبه الفقهي:
كانت عناية الكرماني بنقل أقوال ومذاهب الصحابة والتابعين في تفسيره لآيات الأحكام ولم يظهر لي من خلال الجزء المُحقَّق مذهبه الفقهي، ولم أقف على من ذكر مذهبه الفقهي من المُتقدِّمين، أمَّا المتأخرين فتارة يذكرون أنه حنفي، وتارة شافعي، فقد وصفه السُّيوطي في " الحاوي للفتاوي "(٢/ ١٤٠) بأنه حنفي، حيث قال: " فاعلم أن العلماء اختلفوا في بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الملائكة على قولين: أحدهما: أنَّه لم يكن مبعوثاً إليهم، وبهذا جزم الحليمي والبيهقي،