للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة البلد (١)

عشرون آية (٢) (٣) مكية (٤)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{لَا أُقْسِمُ}: سبق نظائره.

وقيل: تقديره (٥) {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١)}: يعني مكة.

وقيل: الحرم كله، وأنت حاضر , أي القسم بعمرك أولى منه به (٦).

وقيل: أقسم به (٧).

{وَأَنْتَ حِلٌّ}: حالٌّ: نازلٌ فيه.

وقيل: أي لنزولك فيه أقسم به.

وقيل: أقسم به.

{بِهَذَا الْبَلَدِ (١)}: أي: حلال تصنع فيه ما تريد، وذلك أن الله - تعالى - أحلَّ مكة ساعة من النهار حتى قتل من شاء وأسر من شاء , وقُتل ابن خَطَل (٨) يومئذ وهو متعلق بأستار الكعبة.

وقيل: معناه: وأنت حِلٌّ مما صنعت في هذا البلد.

وقيل: تقديره: لا أقسم بهذا البلد وأنت فيه مستحَلُّ الحرمة مضاعُ الحق فيه (٩).

{وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ (٣)}: قيل آدم وأولاده، {مَا} بمعنى مَنْ.

وقيل: هو للمصدر , أي: وولادته.

وقيل: هو إبراهيم - عليه السلام - وأولاده (١٠).

وقيل {مَا} بمعنى الذي , والمراد به المتناسل من جميع الخلق , قاله أبو علي (١١).

وعن ابن عباس وعكرمة: "ووالد الذي ولد للعاقر " (١٢).

فجعلا (١٣) {مَا} نفياً، أوله وجه آخر. والله أعلم (١٤) (١٥).

{لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ}: جواب للقسم (١٦)، يعني بني آدم كلهم.

فِي {كَبَدٍ (٤)}: في شدة ومقاساة يكابد (١٧) أمر الدنيا شدائدها (١٨).


(١) سميت في المصاحف وكتب التفسير (سورة البلد)، وهو إما على حكاية اللفظ الواقع في أولها: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١)}، وإما لإِرادة البلد المعروف وهو مكة، سميت هذه السورة في ترجمتها عن ... (صحيح البخاري): (سُورَةَ لا أقسم) كما تسمَّى سورة العقبة. [انظر: بصائر ذوي التمييز (١/ ٥٢٠) التَّحرير والتنوير (٣٠/ ٣٤٥)].
(٢) " عشرون آية " ساقطة من (ب).
(٣) وهي عشرون آية في جميع العدد ليس فيها اختلاف. [انظر: البيان (ص ٢٧٤)، جمال القُرَّاء (٢/ ٥٥٦)].
(٤) في قول الجمهور. [انظر المحرر الوجيز (٥/ ٤٨٣)، زاد المسير (٨/ ٤٦٥)].
(٥) " تقديره " ساقطة من (ب).
(٦) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٤).
(٧) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٣٤١).
(٨) ابن خطَل: اسمه عبد الله بن خطل من بني تميم بن غالب، وقيل: إن اسمه عبد العزى بن خطل، ويحتمل أنه كان كذلك ثم لما أسلم سمى عبد الله، ثمَّ ارتدَّ، وكان له قينتان تغنيان بهجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أمر - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة بقتله، ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة، فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي. [انظر: السِّيرة النبوية؛ لابن هشام (٢/ ٤٠٩)، تاريخ الطبري (٢/ ١٦١)، السيرة النبوية؛ لابن كثير (٣/ ٥٦٤)].
(٩) انظر: جامع البيان (٣٠/ ١٩٤)، النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٤).
(١٠) انظر: جامع البيان (٣٠/ ١٩٥) النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٥)، زاد المسير (٨/ ٢٦٦).
(١١) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٣٤٠).
(١٢) في (أ) " العاقر ".
(١٣) في (أ) " فجعل ".
(١٤) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٢٧٥)، غرائب التفسير (٢/ ١٣٤٠).
(١٥) والآية عامة، وهو اختيار الطبري. [انظر: جامع البيان (٣٠/ ١٩٥)].
(١٦) في (أ) " جواب القسم ".
(١٧) في (أ) " وتكابد ".
(١٨) انظر: معاني القرآن؛ للفرَّاء (٣/ ٢٦٤)، جامع البيان (٣٠/ ١٩٦).

<<  <   >  >>