للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثالث

عقيدته ومذهبه الفقهي

تميزت مؤلفات الكرماني المطبوعة بعدم ظهور مذهبه فيها بجلاء، سواءً العقدي أو الفقهي أو حتى النحوي، ولعل هذا ما دعى تلاميذه أن يصِفوه بقولهم (زين الفريقين) (١) أو (رئيس الفريقين) (٢)، والله أعلم.

ورغم أنه أحد النحاة المعروفين إلا أنه قد صدرت دراستان حاول فيهما الباحث معرفة مذهبه النحوي فلم يظهر بوضوح هل الكرماني كوفي أم بصري.

فهناك بحث تكميلي لنيل درجة الماجستير في كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى مقدم من الباحث حسن بن إبراهيم قابور سنة (١٤٢٥ هـ) عنوانه (المسائل النحوية في كتاب «غرائب التفسير وعجائب التأويل» لتاج القراء محمود بن حمزة الكرماني)، وقد قال الباحث في بيان مذهبه النحوي: (من خلال ما درسته من مسائل وما استخرجته من مصطلحات نحوية ذكرها الكرماني في تفسيره - يقصد الغرائب والعجائب - يتضح لنا أنه لم يكن تابعاً لأيّ من المذاهب النحوية، ولم يتعصب لأحدها، حيث لم يذكر كما ذكر غيره لفظ «شيوخنا» و «أصحابنا» وغيرها من مصطلحات التبعية، بل كان منتقياً للرأي الذي يراه صواباً من خلال إقامة الحجة وقوة الدليل، وإن كان أكثر ميلاً للمذهب البصري فقد وافقهم في أكثر المسائل الخلافية التي درستها) (٣).


(١) هذا في أول تفسيره «لباب التفاسير»، بالإضافة لكتاب «قراءة الكسائي» لرضي الدين الكرماني، حيث ساق إسناده في أول الكتاب عن طريق محمود بن حمزة الكرماني ووصفه بأنه (زين الفريقين).
(٢) هذا في أول كتابه «غرائب التفسير».
(٣) ص (٢٥٣) من البحث المذكور أعلاه.

<<  <   >  >>