للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المبرد: " أخطأ سيبويه في هذا وأساء العبارة لأنه لا معنى لقوله: "ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين وإنما كان ينبغي أن يقول: ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يحاربوا المشركين ثم أُمروا بحربهم، وهذا تجني من المبرد كعادته معه في مواضع من الكتاب وإنما معنى كلام سيبويه: لم يؤمر المسلمون يومئذ أن سلموا على المشركين بل أمروا أن يتسلموا ويتبرؤوا، ثم نسخ ذلك بالأمر بالحرب والله أعلم، وسلَّمَ المبرد: أن الآية منسوخة" (١)، (٢).

٢ - قال في تفسير قوله تعالى {يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ (١٠)} [سبأ: ١٠]

"يساعدك على ذلك. قال: وكان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها وعطفت عليه الطير من فوقه فصدى الجبال الذي يسمعه الناس من ذلك اليوم حكاه الثعلبي (٣)، وفيه ضعف". (٤)

[القسم الثالث: مصادر لم ينقل منها مباشرة، وإنما كان نقله بواسطة مصادر أخرى، ومن الأمثلة عليه]

في تفسير قوله تعالى {فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ (٤٥)} [الحج: ٤٥] نقل عن الواقدي بواسطة تفسير النقاش فقال: "وروى الواقدي بإسناده عن نوف البكالي عن كعب الأحبار أن القصر بناه عاد الثاني وهو منذر بن عاد بن آدم بن عاد، حكاه النقاش، ووصف البناء بما لا فائدة في وصفه، ثم قال: "فكذبوه فأهلكهم الله وإنه ليخرج منها دخان أسود منتن فمن دنا اليوم من القصر سمع أنين القوم" (٥).


(١) انظر: المقتضب للمبرد (٤/ ٧٩)، والناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٧٠).
(٢) انظر:
(٣) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٨/ ٧١).
(٤) انظر:
(٥) انظر:

<<  <   >  >>