يمكن استظهار مكانة الكرماني العلمية من أربعة أمور:
[الأول: ثناء المترجمين له عليه]
قال العماد الأصفهاني في «خريدة القصر» ٣/ ٦٦: (كان كبيراً في زمانه جليلاً في شأنه، له التصانيف العزيزة في تفسير كتاب الله العزيز وقراءته ... مما لم يسبق إلى مثله)، وقال ياقوت في «معجم الأدباء» ٦/ ٢٦٨٦: (هو تاج القراء وأحد العلماء الفقهاء النبلاء، صاحب التصنيف والفضل، كان عجباً في دقة الفهم وحسن الاستنباط)، وقال ابن الجزري في «غاية النهاية» ٢/ ٢٩١: (إمام كبير محقق ثقة كبير المحل)، وقال السيوطي في «الحاوي للفتاوي» ٢/ ١٤٠: (وهو من أئمة الحنفية).
وقد أصبح لقب (تاج القراء) لا ينصرف إلاّ إليه، ولا شك أنه لم يحصل على هذا اللقب إلا لبراعته في هذا الفن، وحتى لو قيل إن المقصود قرَّاء وقته أو حتى بلده، فإن هذا اللقب أصبح مقبولاً لدى معاصريه فضلاً عن من جاء بعدهم.
[الثاني: ثناء تلاميذه عليه]
ففي إحدى نسخ كتابه «غرائب التفسير» قال الناسخ في بداية الكتاب: (قال سيدنا الشيخ الإمام الأجل، سعد الإسلام، برهان الدين، ضياء الأئمة، جمال العلماء، قطب الأفاضل، زين المفسرين، رئيس الفريقين، تاج القراء، أبو القاسم محمود بن حمزة بن نصر، أدام الله أيامه، وعصم ساحته عن المكاره والنوائب).
ووصفه بنحو هذه العبارات تلميذه رضي الدين محمد بن أبي نصر الكرماني في صدر كتابه «قراءة الكسائي» حيث قال: ( ... على ما قرأت به على الشيخ الإمام تاج القراء برهان الدين زين الفريقين ضياء الأمة سعد الإسلام أبي القاسم محمود بن حمزة بن نصر رحمة الله ورضوانه عليه).