قلَّ من المفسرين من سلم من إيراد الإسرائيليات ذكراً وإيراداً؛ لكون علم التفسير أكثر العلوم تأثراً بذلك، ولئن كان يُحمد للمؤلف تعليقه عليها في الغالب إلا أن ذكره لها من قبيل نشرها، وخصوصاً ما لا يصح من أخبار بني إسرائيل؛ إذ ما صحَّ خبره جازت روايته , ومن أمثلة ذلك:
* في سورة (ص) عند قوله: " * {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ}: " واختلفوا في ذنبه: فذهب جماعة من المفسرين إلى أن داود - عليه السلام - دخل محرابه وأغلق بابه وقام يصلِّي فجاء طائر في أحسن صورة مُزَيِّن كأحسن ما يكون فوقع قريباً منه فنظر إليه فأعجبه فوقع في نفسه منه شيء فدنا منه ليأخذه، فوقع قريباً وأطمعه أن يأخذه ففعل ذلك ثلاث مرَّات، حتى إذا كان في الرابعة ضرب يده عليه فأخطأه فوقع على سور المحراب، وكان خلف المحراب حوض يغتسل فيه النساء فضرب يده عليه وهو على سور المحراب فأخطأه وهبط الطائر فأشرف داود فإذا بامرأة تغتسل فلمّا رأته نفضت شعرها فغطى جسدها فوقع في نفسه منها ما شغله عن الصلاة فنزل من محرابه ولبست المرأة ثيابها وخرجت إلى بيتها فخرج داود حتى عرف بيتها وسألها من أنت؟ فأخبرته فقال: هل لك زوج؟ فقالت: نعم. قال: أين هو؟ قالت: هو في جند كذا، فرجع وكتب إلى عامله: إذا جاءك كتابي هذا فاجعل فلاناً في أول الخيل ففعل فقتل.
وفي بعض القصص: كتب ذلك ثلاث مرات، ثمَّ انتظر حتى انقضت عدتها ثمَّ خطبها وتزوجها فلمَّا أتاه الخصمان وظن أن الله فتنه سجد أربعين ليلة لا يرفع رأسه إلا للصلاة المكتوبة ولم يذق طعاماً ولا شراباً حتى أوحى الله إليه: أنْ ارفع رأسك فإني قد غفرت لك.
وفي بعض التفاسير: أن جبريل - عليه السلام - قال له: اذهب إلى أوريا، وهو زوج المرأة واستحل منه فإنك تسمع صوته في موضع كذا فأتاه واستحل منه فقال: أنت في حلٍّ، فلمَّا رجع قال له جبريل: هل أخبرته بجرمك؟ قال: لا.