للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

سورة الفتح (١)

" تسع وعشرون آية " (٢) (٣) مدنيةٌ (٤).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا} (١)

في سبب النزول عن الزُّهريّ (٥) عن عُرْوةَ (٦) عن المِسْوَرِ بنِ مَخْرمةَ (٧) ومروانَ بنِ الحكم قالا: أُنزلتْ سورةُ الفتحِ بين مكةَ والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها " (٨).


(١) سُمِّيت في كلام الصحابة (سورة الفتح)، ووقع في صحيح البخاري عن عبد الله بن مُغَفَّل قال: قرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم فتح مكة (سورة الفتح) فرجَّع فيها ... ولا يعرف لها اسم آخر " [التحرير والتنوير (٢٦/ ١٤١)].
(٢) " تسع وعشرون آية " ساقطة من (ب).
(٣) قال الدَّاني: " وهي عشرون وتسع آيات في جميع العدد ليس فيها اختلاف " [البيان في عدِّ آي القرآن (ص: ٢٢٩)].
(٤) انظر: معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٤٩١)، تفسير السمرقندي (٣/ ٢٩٣)، البيان في عدِّ آي القرآن (ص: ٢٢٩).
(٥) الزُّهري، هو: محمد بن مُسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب الزُّهري، الإمام العالم، حافظ زمانه، أبو بكر القرشي الزهري المدني نزيل الشام، أحد الأئمة الكبار من أعلام التابعين، وحافظ زمانه، روى عن ابن عمر وجابر وأنس وآخرين، جمع حديثه الإمام محمد بن يحيى بن خالد الذهلي المتوفى سنة ٢٥٨ هـ، وسمَّاه " الزُّهريات ". قال الليث بن سعد: " ما رأيت عالما قط أجمع من ابن شهاب، يحدِّث في الترغيب، فتقول: لا يحسن إلا هذا، وإن حدَّثَ عن العرب والأنساب، قلت: لا يحسن إلا هذا، وإن حدَّثَ عن القرآن والسنة، كان حديثه."
توفي - رحمه الله - سنة أربع أو ثلاث وعشرين ومائة للهجرة. [انظر ترجمته: الكامل، لابن عدي (١/ ٥٦)، غاية النهاية (٢/ ٢٦٢)، سير أعلام النبلاء (٥/ ٣٢٦)].
(٦) عُرْوة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب، الإمام، عالم المدينة، أبو عبد الله القرشي الأسدي، المدني، الفقيه، أحد الفقهاء السبعة وأفاضل التابعين وعباد قريش، أخو عبد الله بن الزبير، أُمُّهما أسماء بنت أبى بكر الصديق، وهو الذي حفر بئر عروة بالمدينة، وما بالمدينة أعذب من مائها.
قال عنه ابنه هشام: ما سمعت أحداً من أهل الأهواء يذكر أبي بسوء، وقال أحمد بن عبد الله العجلي: " عروة بن الزبير تابعي ثقة، رجل صالح، لم يدخل في شيء من الفتن "، توفى سنة تسع وتسعين للهجرة. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: مشاهير علماء الأمصار (ص: ٨٢)، سير أعلام النبلاء (٤/ ٤٢١)].
(٧) المِسْوَر بن مخرمة بن نوفل بن أُهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري، أبو عبد الرحمن، له صحبة، وأمه عاتكة بنت عوف، أخت عبد الرحمن بن عوف. وقيل: اسمها الشفاء، ولد بمكة بعد الهجرة بسنتين وقدم به أبوه المدينة في النصف من ذي الحجة سنة ثمان عام الفتح، وقد حج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - حجة وحفظ جوامع أحكام الحج واستوطن المدينة وكان فقيهاً من أهل العلم والدين، وأقام بالمدينة إلى أن قتل عثمان - رضي الله عنه -، ثم سار إلى مكة فلم يزل بها حتى توفي معاوية، وأقام مع ابن الزبير بمكة، حتى قدم الحصين بن نمير إلى مكة في جيش من الشام لقتال ابن الزبير بعد وقعة الحرة، فقتل المسور، أصابه حجر منجيق وهو يصلي في الحِجر، فقتله مستهل ربيع الأول من سنة أربع وستين، وصلى عليه ابن الزبير. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: مشاهير علماء الأمصار (ص: ٢٩)، الاستيعاب (٣/ ٤٥٥)، أسد الغابة (٥/ ١٧٠)].
(٨) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (١٢/ ١٧)، برقم (١٦)، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢/ ٤٥٩)، في
كتاب التفسير - تفسير سورة الفتح -، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>