للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخاتمة

أحمد الله تعالى على تيسيره، وأسأله توفيقه وتسديده، وأختم هذا البحث ببعض النتائج والتوصيات:

١ - يحتل تفسير الكرماني «لباب التفاسير» مكانة واضحة عند المفسرين الأوائل، وتعددت النقولات عن كتابه اللباب، وكان بعض المفسرين يناقشه في ترجيحاته.

٢ - ظهر لي أن الكرماني توفي بعد سنة (٥٣١ هـ) بقليل.

٣ - رجحت أن الكرماني متأثرٌ بمذهب الأشاعرة في الاعتقاد رغم كونه حنفياً في الفروع الفقهية، ورغم ندرة هذا الأمر في تراجم العلماء، إلا أنه هو الذي ترجح لي من خلال الدراسة.

٤ - لم يكن الكرماني متعصباً في الفقه، فقد كان يحكي أقوال الفقهاء في تفسير الآيات، ويعرج على المذاهب الفقهية الأخرى، ونادراً ما كان يرجح قولاً على آخر.

٥ - حفظ لنا تفسير الكرماني «لباب التفاسير» بعض الأقوال المروية عن الصحابة والتابعين مما لم أعثر عليه عند غيره، كما نقل لنا عن بعض التفاسير والكتب التي تعتبر في عداد المفقود.

٦ - احتوى «لباب التفاسير» ردوداً على المعتزلة والرافضة.

٧ - بَرعَ الكرماني في توظيف الإعراب لخدمة المعنى، مما حدا بالمفسرين الذين أتوا بعده لمناقشته ودراسة أقواله، ويظهر هذا الأمر بجلاء عند أبي حيان والسمين الحلبي وغيرهم.

٨ - تظهر شخصية الكرماني العلمية في تفسيره بوضوح، وينبغي أن لا نتأثر بما نقله السيوطي في «الإتقان» عن الكرماني، فإنه كان يصف كتابه «غرائب التفسير» ولا يصف الكرماني.

٩ - حققت القول في تعداد مؤلفات الكرماني، ومَيّزت المطبوع منها عن المخطوط، وبقيت بعض كتبه المذكورة في ترجمته لم يُعثر عليها، كما بينت أنه ينسب إليه أربعة كتب أخرى والواقع أنها ليست له.

١٠ - لم يكن الكرماني متعصباً في اتجاهه النحوي، لدرجة أنك لا تستطيع التمييز: هل هو كوفي أم بصري.

١١ - تتلمذ للكرماني عدد من الأعلام: كالزمخشري، والطبرسي، وابن أبي مريم الشيرازي، ورضي الدين الكرماني، وبديع الزمان الكرماني، وهؤلاء أعلام كبار، ولا شكّ أن تتلمذهم على الكرماني دليلٌ على مكانته العلمية في زمانه.

١٢ - ظهر لي أن الاسم الصحيح لتفسير الكرماني هو «لباب التفاسير» وليس «لباب التفسير».

١٣ - عبارة الكرماني في تفسيره مختصرة محررة تحتاج إلى تأمل، وقد تحتاج معها إلى مراجعة بعض التفاسير الأخرى لاستظهارها.

١٤ - أوصي بطباعة تفسير الكرماني ليأخذ مكانته بين التفاسير، وسيصبح - والله أعلم - من المراجع المهمة للباحثين والدارسين في القرآن الكريم وعلومه.

هذا ما ظهر لي من نتائج وتوصيات، أختم بها عملي في هذا التفسير، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لما فيه الخير، وأن ينفعنا بالقرآن الكريم، وأن يجعله حجة لنا لا علينا، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

<<  <   >  >>