للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِذْ نَادَى} ظرف للذكر، وقيل: للرحمة، وقيل: ظرف لقال بعده، ويحتمل أنه خبر المبتدأ، والمبتدأ (١) قوله {ذِكْرُ رَحْمَةِ رَبِّكَ}.

{قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي} هذا تفسير الدعاء ومعناه ضَعُفَ بدني لكبر سني، والواهِنة: الضعف، وكان له سبعون سنة (٢).

وقيل: وهن بمعنى: وَهِيَ، تقول: وَهَنَ يَهِنُ ووَهِنَ يَوْهَنُ ووَهِنَ يَهِنُ (٣)، وخص العظم بالذكر لأنه أقوى ما في الإنسان، ويحتمل أن المراد بالعظم الأسنان (٤).

{وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا} فشا في رأسي المشيب اشتعال النار إذا تفرقت في التهابها وصارت شُعُلاً.

وقيل: الاشتعال انتشار شُعَاع النار أي: اشتعل الشيب فيه اشتعال شعاع النار (٥).

وقيل: هاج الشيب فيه (٦).

وفي نصبه قولان:

أحدهما: التمييز لأن اشتعال الرأس مبهم لا يدرى مم اشتعل.


(١) "والمبتدأ" ساقط ب.
(٢) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٤٥٤).
(٣) الوَهْن: الضعف في العمل والأمر وكذلك في العظم ونحوه. والوَهْن والوَهَن لغتان فيها. والوَاهِنة عرق يأخذ في المنكب وفي اليد كلها يصيب الرجال دون النساء. انظر لسان العرب (١٥/ ٤١٧)، مادة: وهن.
(٤) في أ: "السن" بالإفراد.
(٥) انظر: معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢٦٠).
(٦) انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ١٧٥).

<<  <   >  >>