للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قالت: فأنزل الله {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} الآيات العشر، فلما أنزل الله تعالى هذه الآيات في براءتي قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه -وكان ينفق على مسطح (١) لقرابته وفقره- والله لا أنفق عليه شيئاً أبداً بعد الذي قال لعائشة ما قال، فأنزل الله تعالى {وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى} إلى قوله {أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ} [النور: ٢٢] قال أبو بكر رضي الله عنه: والله إني لأحب أن يغفر الله لي فرجع إلى مسطح النفقة التي كان ينفق عليه، وقال: لا أنزعها منه أبداً " رواه البخاري (٢) ومسلم (٣) كلاهما عن أبي الربيع الزهراني (٤)،


(١) مسطح بن أثاثة، تنظر ترجمته ص: ٥٤٩
(٢) الإمام البخاري تنظر ترجمته ص ١٢٦
(٣) مسلم بن الحجاج، أبو الحسين النيسابوري، الحافظ، صاحب الصحيح، كان حافظاً، عاماً بالحديث وطرقه وعلله، رحل إلى العراق، والحجاز، والشام، ومصر، جمع كتابه الصحيح واعتنى بجمع الطرق، وجودة السياق، وقد نسج على منواله خلق كثير، من مصنفاته غير الصحيح: كتاب الانتفاع بجلود السباع، والطبقات، والكنى، توفي سنة إحدى وستين مائتين.
انظر: تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (٣/ ١٠٠)، تذكرة الحفاظ للذهبي (٢/ ٥٨٨).
(٤) أبو الربيع الزهراني، واسمه سليمان بن داود العَتَكي، البصري، الحافظ، سكن بغداد، روى عنه الأئمة، وهو ثقة، حافظ، توفي سنة أربع وثلاثين ومائتين.

انظر: تهذيب الكمال للمزي (١١/ ٤٢٣)، الكاشف للذهبي (١/ ٤٥٩).

<<  <   >  >>