للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: إنما قال {خَيْرٌ لَكُمْ} لأن الله بَيَّنَ بسببها حكم القذف فهو خير (١).

{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} معنى {لِكُلِّ} على كل امرئ جزاء إثمه بقدر ما خاض فيه لأن بعضهم ضحك، وبعضهم سكت، وبعضهم تكلم فيه.

{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ} بدأ به.

الزجاج: تولى الإثم فيه وكُبْرَه بالضم معْظمه (٢). وقيل: هما لغتان (٣).

{وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} عبد الله بن أبيّ بن سلول، (٤). {لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ} جهنم في الآخرة.

وقيل: هو حسان بن ثابت (٥) عُذِّبَ في الدنيا بأن ذهب بصره وشُلَّتْ يداه، وذكر أنه دخل على عائشة رضي الله عنها بعد ما كف بصره وأنشد:

حَصَانٌ رَزَانٌ ما تُزَنُّ بريبة ... وتصبح غَرْثَى من لحوم الغوافلِ (٦).


(١) انظر: أحكام القرآن للجصاص (٣/ ٤٤٧).
(٢) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٢٨).
(٣) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن (٢/ ٦٤) "أي: تحمل معظمه، وهو مصدر الكبير من الأشياء والأمور، وفرقوا بينه وبين مصدر الكبير السن فضموا هذا فقالوا: هو كُبْر قومه، وقد قرأ بعضهم بالضمة بمنزلة الكبير السن".
(٤) وهو الذي عليه أكثر العلماء. قال ابن حجر في الفتح (٨/ ٣٤٣) "وهو المعتمد".
(٥) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن النجار الأنصاري، الشاعر، يكنى أبا الوليد، شاعر رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يدافع عنه ويهجوا المشركين، توفي قبل الأربعين في خلافة علي رضي الله عنه، وقد عمر مائة وعشرين سنة.
انظر: الاستيعاب (١/ ٤٠٠)، الإصابة (٢/ ٦٢).
(٦) انظر: ديوان حسان بن ثابت (١/ ٥١٠)

<<  <   >  >>