للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: ليكون الفرقان نذيراً لأهل كل زمان (١).

وقيل: ليكون الذي نزل الفرقان وهو الله سبحانه وتعالى للخلائق كلها منذراً (٢)، وقد جاء في وصف الله المنذر نحو قوله {إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} [الدخان: ٣] فيحسن على هذا التأويل أن يكون {الْفُرْقَانَ} جميع كتبه و {عَبْدِهِ} جميع رسله.

{الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} كما زعم النصارى.

{وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} كما قال المشركون والثنوية (٣).

وقيل: معنى {وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} لم ينزل أحداً منزلة الولد، لأن ما لا يجوز على الله على الحقيقة لايجوز عليه على التشبيه (٤).

{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} أي: كل شيء يجوز وصفه بالخلق.

وقيل: اللفظ عام، والمعنى ليس بعام كقوله {وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [النمل: ٢٣].


(١) حكاه في النكت والعيون (٤/ ١٣١) عن ابن عيسى.
(٢) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٨٠٧)، والمفسرون على أن المعنى: ليكون محمد صلى الله عليه وسلم نذيراً.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٣٩٤)، الوجيز للواحدي (٢/ ٧٧٣).
(٣) الثنوية: هم أربع فرق؛ المانوية وهم أتباع مان بن فاتك، والدياصنة، والمرتونية، والمزدكية وهم أتباع مزدك بن نامدان، وهم في الجملة يقولون بإلهية النور والظلمة وأنهما صانعان قديمان؛ فالنور صانع الخيرات والمنافع، والظلام صانع الشرور والمضار، وأن الأجسمام ممتزجة منهما، وكل واحد منهما مشتمل على أربع طبائع وهي: الحرارة، والبرودة، والرطوبة، واليبوسة.
انظر: الفرق بين الفرق (٢٦٩)، إعتقادات فرق المسلمين والمشركين لمحمد بن عمر الرازي (٨٨).
(٤) لم أقف عليه، والله أعلم.

<<  <   >  >>