للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا} من جَزْم جعله عطفاً على محل جزاء الشرط فتكون القصور في الدنيا، ومن رفع فهو وعد من الله لنبيه في الآخرة وهي قصور الجنان (١).

وقيل: {إِنْ شَاءَ} بمعنى: قد شاء وهو فاعله فتكون الجنات والقصور في الجنة، والقَصْرُ: كل بيتٍ رفيع، وقيل: القَصْر: المسكن العالي ذو المجالس الرفيعة والشُرُفات المشيدة (٢).

وفي سبب النزول عن ابن عباس رضي الله عنهما أن هذه الآية أنزلها رضوانُ لما قالوا {مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ} ... الآيات، وكان معه سفط من نور يتلألأ فقال: يقول لك ربك هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع مالك عندي من غير نقصان مثل جناح بعوضة، فقال صلى الله عليه وسلم: "يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إليّ وأن أكون عبداً شكوراً صابراً" فقال: رضوان أصبت أصاب الله بك (٣).


(١) قرأ ابن كثير، وابن عامر، وابو بكر عن عاصم (ويجعلُ لك) برفع اللام، وقرأ أبو عمرو، ونافع، وحمزة، والكسائي، وحفص عن عاصم (ويجعلْ) بالجزم.
انظر: الكشف لمكي بن أبي طالب (٢/ ١٤٤)، التيسير للداني (١٦٣).
(٢) القصر: هو المنزل، سمي بذلك لأنه تقصر فيه الحُرَم، أي: تحبس، وجمعه قصور، والمقصورة: الدر الواسعة المحصنة.
انظر: لسان العرب (١١/ ١٨٦)، مادة: قصر.
(٣) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ١٢٤)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/ ٧).

<<  <   >  >>