للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} الإسراف: مجاوزة الحد في التوسع في الدنيا، وقيل: أسرف: أخطأ موضع النفقة، من قول العرب: مررت بكم فسرفتكم، أي: أخطأت موضعكم، والإقتار: التضييق على النفس والعيال والوجوه المندوب إليها (١).

{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} القَوام: الاعتدال بين الحالين، وقيل: الإسراف: مجاوزة الحد الذي أباحه الله لعباده إلى ما فوقه، والإقتار القصور عما أمر الله به والقوام بين الأمرين والمسرف مذموم، وكذلك المقتر (٢).

وروى معاذ رضي الله عنه (٣) أنه لما نزلت هذه الآية سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النفقة في السرف والإقتار ما هو؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "من منع من حق فقد قتر، ومن أعطى في غير حق فقد أسرف " (٤).

وقيل: الإسراف الإنفاق في معصية الله، والإقتار: منع حق الله، والقوام الاقتصاد (٥)، وهو مصدر.

وقيل: القوام: العدل (٦)، وهما واحد والكسر فيه لغة ونصبه بخبر كان أي وكان الإنفاق قواماً وأجاز الكوفيون أن يكون اسم كان بين ذلك أي وسط ذلك واقتر وقتر لغتان، وفي مستقبله وجهان.


(١) قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٦٠): "الذي جاء في التفسير أن الإسراف: النفقة في معصية الله، وأنه لا إسراف في الإنفاق فيما قرب الله عز وجل، وكل ما أُنفق في معصية الله فإسراف، لأن الإسراف مجاوزة الحد والقصد، وجاء في التفسير أيضاً أن الإسراف ما يقول الناس فيه فلان مسرف".
(٢) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٤٩٩).
(٣) هو معاذ بن جبل، تنظر ترجمته ص: ٤٩١
(٤) لم أقف على تخريجه، والله أعلم.
(٥) وهو قول ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، وابن جريج.
انظر: معالم التنزيل (٦/ ٩٤).
(٦) حكاه في النكت والعيون (١٥٦) عن الأعمش.

<<  <   >  >>