للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

و {إِذًا} يحتمل معنىً دقيقاً أي: إن كان كما قلت فقد فعلتُ إذاً وأنا من الضالين، لأن إذًا تقع في الجواب دون الابتداء (١).

{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ} هربت منكم لما خفت أن تقتلوني.

{فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا} نبوة وحكمة وعقلا وزال عني الجهل والضلالة.

{وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٢١)} من جملة أنبيايه ورسله.

{وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ (٢٢)} حملها بعضهم على الإنكار، وبعضهم على الإقرار.

الفراء: هي لعمري نعمة إذ ربيتني ولم تستعبدني كاستعبادك بني إسرائيل. (٢).

هذا لفظة النقاش تمُن عليّ بإحسانك إليَّ خاصة وتنسى إساءتك أن عَبَّدْتَ بني إسرائيل (٣). الحسن: أخذت من بني إسرائيل أموالهم فغذوتني بمال قومي فما مِنَّتُكَ علي في ذلك (٤). وقيل: إن اتخاذك بني إسرائيل عبيداً قد أحبط نعمتك التي تمن بها علي (٥).

وقيل: أو تلك نعمة تمنها علي استفهام إنكار (٦).

ابن بحر: تلك إشارة إلى تخلية بني إسرائيل في قوله {أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (١٧)} أي: تخليتك إياهم وإرسالهم معي كما أمر الله نعمة لك عندي لأنهم أقربائي وقد اتخذتهم عبيدًا (٧).


(١) قال ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، والضحاك أي: من الجاهلين.
انظر: تفسير ابن كثير (٣/ ٣٤٤).
(٢) انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٧٩).
(٣) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٨٣٠).
(٤) انظر: النكت والعيون (٤/ ١٦٨)، زاد المسير (٦/ ١٢١).
(٥) حكاه في النكت والعيون (٤/ ١٦٧).
(٦) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٦٧).
(٧) انظر غرائب التفسير للكرماني (٢/ ٨٣٠).

<<  <   >  >>