للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاحب النظم: من قبل النبات، قال: ولم يتقدم ذكره، وكذلك {فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} أي: النبات؛ لأن المطر يدل عليه، وهذا قول جميع المفسرين.

وكنت سُئِلْتُ عن هذه الآية فاستخرجت لها عشرة أوجه سوى ما حكيت عن الأئمة، منها: الها يعود إلى الاستبشار، وتقديره: من قبل الإنزال من قبل الاستبشار، لأنه قرنه بالإبلاس، ولأنه مَنَّ عليهم بالمطر وبالاستبشار، والله أعلم.

وأضربت عن إيراد التسعة الباقية لأن في الاستبشار مقنعاً ومغنيً.

{لَمُبْلِسِينَ (٤٩)} آيسين. وقيل: ساكتين منقطعين (١).

{فَانْظُرْ إِلَى آَثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ} بالنبات والأشجار وأنواع الثمار.

{بَعْدَ مَوْتِهَا} بعد أن صارت تراباً لا نبات بها ولا ثمار.

{إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى} أي: إن ذلك الذي قَدِرَ على إحياء الأرض بعد موتها قادرٌ على إحياء الموتى بعد موتهم.

{وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ} من الإماتة والإحياء (٢). {قَدِيرٌ (٥٠)} قادر بذاته.

{وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا قَاضٍ فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا} أي: الزرع بعد اخضراره فخافوا هلاكه، والمطر وإحياء الأرض دليلان على النبات والزرع فصار كتقدم الذكر.

وقيل: يعود إلى أثار رحمة الله (٣) لأنه النبات (٤).


(١) الإبلاس: الحزن المعترض من شدة البأس، ولما كان المبلس كثيراً ما يلزم السكوت وينسى ما يعنيه قيل: أبلس فلان إذا سكت وإذا انقطعت حجته.
انظر: المفردات (١٤٣)، مادة: بلس.
(٢) في أ " من الإحياء والإماتة ".
(٣) في ب " يعود إلى أثر رحمة الله ".
(٤) وهو قريب من القول السابق وهو الذي عليه المفسرون.

<<  <   >  >>